في أول تعليق أممي على الموجة التاسعة من الضربات الإسرائيلية الانتقامية ردا على هجمات الحوثيين، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إن المواجهة العسكرية بين الطرفين «أمر غير مقبول»، داعيا إلى ضبط النفس وإلى حوار يمني-يمني بدعم إقليمي لإنجاز مسار السلام المتعثر.
وكانت إسرائيل ضربت، الأربعاء، مطار صنعاء الدولي بنحو أربع غارات ودمرت المدرج وآخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية يشغلها الحوثيون من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء في الأردن.
وقال غروندبرغ في بيان وزعه مكتبه إن المواجهة العسكرية الجارية بين الحوثيين وإسرائيل تفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة. وشدد بالقول: «استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، أمرٌ غير مقبول».
وأشار المبعوث إلى أن الغارات الجديدة على مطار صنعاء وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج.
ودعا غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وشدد المبعوث على ضرورة العودة إلى حوار يمني-يمني، بدعم من الأطراف الإقليمية، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تحقيق الأمن والسلامة الدائمين في اليمن والمنطقة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن أنهى هذا الأسبوع سلسلة من الاجتماعات في الرياض، حيث التقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني وسفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر وسفير الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي وعدداً من أعضاء السلك الدبلوماسي.
وأشار غروندبرغ إلى إعلان وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، وقال إنه «لا يُعد مجرد فرصة لخفض التصعيد في البحر الأحمر فحسب، بل يتيح المجال للأطراف للوفاء بالتزاماتها السابقة بشأن وقف إطلاق نار شامل، واتخاذ تدابير اقتصادية، والمضي قدماً في عملية سياسية».
وأوضح المبعوث الأممي أنه ناقش خلال اجتماعاته سُبل تركيز الجهود بشكل جماعي ومنسق لدفع الجهود في اليمن قُدماً، مع توفير استقرار مستدام وضمانات للمنطقة.
وقال: «لقد عانى اليمن لأكثر من عشر سنوات من ويلات الصراع. هناك مسار عملي متاح أمام الأطراف للسير فيه نحو سلام تفاوضي وشامل يعود بالفائدة على جميع اليمنيين، بدعم من الفاعلين الإقليميين والمجتمع الدولي».
وشدد غروندبرغ، في بيان وزعه مكتبه، «على الضرورة الملحة لمعالجة التدهور الاقتصادي في اليمن، والذي يؤثر بشكل مباشر على حياة اليمنيين اليومية في مختلف أنحاء البلاد»، مشيراً إلى أن الاستقرار الاقتصادي يُعد أساساً ضرورياً لأي تقدم سياسي.
وكانت جهود غروندبرغ على وشك أن تحقق اختراقا بالتوقيع على خريطة طريق للسلام في اليمن في أواخر 2023، غير أن انخراط الحوثيين في الصراع الإقليمي ومهاجمتهم للسفن أديا إلى تجميد هذا المسار.