آخر تحديث :السبت-31 مايو 2025-03:01ص
أخبار عدن

ورودٌ في زمن الحرب .. فرحةٌ تُشرق من قلب الظلام! في كلية اللغات بجامعة عدن

الخميس - 29 مايو 2025 - 03:26 م بتوقيت عدن
ورودٌ في زمن الحرب .. فرحةٌ تُشرق من قلب الظلام!
في كلية اللغات بجامعة عدن
عدن (عدن الغد) خاص


في باحة كلية اللغات والترجمة بجامعة عدن، لم تكن الاحتفالية مجرد مناسبة عابرة، بل كانت صرخة حياةٍ تتحدى الموت، وأغنية أملٍ تتصاعد من تحت أنقاض حربٍ طويلة. عشر سنوات من الحصار والدمار، وليالٍ حالكة بلا كهرباء، وأيامٍ تمرّ بلا ماء، واقتصاد يتهاوى كجدارٍ تصدّع تحت ثقل الحاجة... ورغم ذلك، أزهرت الحياة في قلب المكان.


في هذا الركن الجامعي الصامد، كتب الطلاب فصلاً جديداً من فصول الصمود. احتفلوا بانتهاء عامٍ دراسيٍ قاسٍ، حاملين ورود السلام، وشوكولاتة نقشت مرارة السنين، وألواناً زاهية رسمت الابتسامة على وجوهٍ أنهكها الانتظار. الألعاب النارية التي أضاءت سماء الكلية لم تكن للاحتفال فحسب، بل كانت بيانَ تحدٍّ... إعلانَ انتصار على كل وجع.


وما زاد الفرحة عمقًا وقيمة، أن هذه الكلية كانت الشعلة الأخيرة التي رفضت أن تنطفئ. بينما توقفت المدارس والكليات الأخرى، ظلت أبوابها مفتوحة، تنبض بالحياة والعلم. أساتذتها واصلوا العطاء البعض بدون وظائف وللبعض الاخر عدم اتظام صرف الرواتب، وطلابها أجروا امتحاناتهم تحت ظلام انقطاع الكهرباء ووطأة أزمة المياه، يروّضون المستحيل بإصرارٍ لا يُقهر.


هنا، حيث تُهدم مقومات العيش، بُنيت جسورُ النجاح من العدم. وهنا، حيث المستقبل يبدو سراباً، تمسكوا به بأيدٍ أرهقها الحلم ورفضت أن تستسلم. لم تكن الكلية تدرّس اللغات فقط، بل كانت تدرّس للعالم أبجديات الصمود، وفلسفة الحياة رغم الموت.


وفي لحظة نادرة، سالت دموع الفرح ممتزجة بدموع الألم، وظهرت عدن التي لا تُهزم، ولا تنكسر، ولا تركع.

فلنقف احتراماً أمام هذه الحكاية،

ولنُخلّد في ذاكرتنا هذه الصورة المهيبة:

طلاب عدن يرقصون على أنقاض الحرب... ويغنّون للحياة أجمل الالحان!