يحظى الحجاج اليمنيون هذا العام، كما في الأعوام الماضية، برعاية خاصة واهتمام كبير من قبل المملكة العربية السعودية، التي تبذل جهودًا استثنائية لضمان أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، في صورة إنسانية وأخوية تجسّد عمق الروابط بين الشعبين الشقيقين، وتعكس حرص القيادة السعودية على تقديم كل أوجه الدعم والخدمات لحجاج بيت الله الحرام من اليمن.
فمنذ لحظة وصول الحجاج اليمنيين إلى منفذ الوديعة البري، يبدأ مشهد فريد من نوعه: استقبال كريم، ومعاملة إنسانية، وتنسيق محكم بين الجهات السعودية المختلفة، بدءًا من الجوازات، إلى الصحة، والنقل، والدفاع المدني، والإرشاد الديني، وغيرها من المؤسسات التي تعمل بتناغم كامل لتوفير أقصى درجات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن.
وقد عبّر عدد من الحجاج اليمنيين عن بالغ ارتياحهم لما لمسوه من تنظيم دقيق وسلاسة في الإجراءات داخل المنفذ، وسرعة في إنجاز المعاملات، وتوفير وسائل النقل، والوجبات، والاستراحات، والعناية الصحية، فضلاً عن وجود طواقم ميدانية ترشد الحجاج وتساعدهم في التنقل بكل سهولة نحو مكة المكرمة.
وفي هذا السياق، قال أحد الحجاج لصحيفة "عدن الغد":
"منذ لحظة نزولنا في منفذ الوديعة، شعرنا بأننا في ضيافة كريمة، لم نحس بالتعب أو العناء، فكل شيء مهيأ لنا، والابتسامة لا تفارق وجوه رجال الأمن والعاملين الذين يقدمون المساعدة وكأننا أهلهم."
وتولي الجهات السعودية الرسمية، بإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة، اهتمامًا خاصًا بالحجاج اليمنيين، نظرًا لما مرّت به بلادهم من ظروف استثنائية خلال السنوات الماضية، وهو ما جعل المملكة تضع في مقدمة أولوياتها تيسير الحج لليمنيين وتوفير ظروف آمنة وإنسانية لهم.
وقد وُفّرت للحجاج اليمنيين خدمات لوجستية وصحية متكاملة، بما في ذلك الرعاية الطبية، والتغذية، والتنسيق مع الحملات اليمنية، إلى جانب التأكد من سلامة النقل والمعسكرات، وضمان وصولهم إلى مكة والمدينة في أفضل حالة.
ولم يكن الدعم السعودي هذا العام مجرد إجراءات شكلية، بل كان دعمًا حقيقيًا ملموسًا يعكس النوايا الطيبة والحرص على أداء الواجب الديني بأعلى معايير التنظيم والكرامة، وهو ما جعل كثيرًا من الحجاج اليمنيين يثمّنون هذا الموقف بأسمى عبارات الامتنان، مؤكدين أن المملكة ضربت مثالًا يُحتذى به في رعاية حجاج بيت الله الحرام.
وتواصل المملكة جهودها عبر مراحل الحج المختلفة، من لحظة الدخول وحتى أداء المناسك والتنقل بين المشاعر، بما يعكس ريادتها العالمية في تنظيم مواسم الحج، وقدرتها الفريدة على إدارة الحشود وتقديم خدمات راقية في ظل منظومة أمنية وصحية وإدارية متكاملة.
وفي الختام، فإن ما تقوم به السعودية تجاه الحجاج اليمنيين ليس إلا امتدادًا لنهجها المستمر في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من كل بقاع الأرض، وترجمة حقيقية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذين جعلوا من الحج رسالة سلام ورحمة، ومن خدمة الحجاج شرفًا ومسؤولية كبرى.