تشهد الجوف جرائم متصاعدة لمليشيا الحوثي، وانتهاكات متواصلة، تجاوزت الحرمات، اقتحام منزل وتصفية أسرة، حوادث القتل المباشر في النقاط والاعتداء على حرمات البيوت وقتل الاطفال والنساء، وغير ذلك تقتل الالغام العابرين والمزارعين في المناطق اصبحت تحت سيطرتها، تهجير المواطنين والاستيلاء على اراضيهم، التضييق على المواطنين في معيشتهم، جرائم متعددة بوجه واحد، وارهاب لن يفل عزيمة ابناء محافظة الجوف الذين يترقبون الانعتاق ليكون الخلاص والثأر من كل من استقوى بعنجهيته، واستعرض باسلحته في لحظة عابرة من الزمن.
قتل المواطنين في النقاط
خلال الأشهر المنصرمة من عام 2025م قتلت النقاط الحوثية ورغم ردود الفعل القبيلة التي غالبا تلجأ للثأر وتستهدف الا أن المليشيا تستخدم الأعراف القبلية لامتصاص الغضب الشعبي، مطلع شهر مايو المنصرم قتلت عناصر المليشيا في نقطة الشجرة بمديرية الحزم المواطن "عبدالولي يحيى شمعان" من أبناء قبيلة الشولان عزلة معيمرة مديرية المتون، كما أصيب في الحادثة المواطن "ايمن صالح الريمي" و"منصور منصر حاجب، وقبلها بأيام كان (أحمد محمد وشيل النوفي)، ضحية نقطة لمليشيا الحوثي في منطقة السيل جنوب شرق مديرية الحزم، ومثل ذلك قتل في الخامس من مايوم حمود جابر أبو خميس في نقطة أمينة للحوثيين في منطقة اليتمة، ولم ينقضي شهر مايو حتى قتل المواطن "هلال ناجي الجمل"، على مدى سنوات كانت النقاط الحوثية، حواجز موت، وامكان قتل واستهداف لأبناء الجوف وغيرهم من المسافرين، عنجهية حوثية، وارهاب تحاول العصابة الحوثية اخافة المواطنين، وارهاب المارين، وفي كثير من الحوادث شكلت ردة الفعل القبلية للضحايا مواقف تصدت للإهاب الحوثي، وتعرضت بعض النقاط لهجمات قبلية، فتحاول المليشيا اللجوء للأعراف لتهدأة المواقف وهكذا تتكرر حوادث قتل المواطنين وتستخدم القبيلة لغسل جرائمها.
جريمة مركبة بحق أسرة المنصوري
في الأحد 25 مايو تعرض منزل درهم ناصر المنصوري لحملة عسكرية حوثية، حاصرة المنزل الذي يقطنه الأب والزوجة وثلاثاء أبناء بينهم طفلة، اقتحمت العناصر الحوثية المنزل ووجهة بنادقها الى صدور افراد الأسرة وقتلوا جميعا، وتم تدمير المنزل واحراق مزعة القات الخاصة بالمنصوري، هذه الجريمة المركبة لم تلقى ردة الفعل ولا التنديد الكافي خاصة من قبيلة الضحية، وبعدها بيوم كان أحمد فزقر المنصوري الضحية التالية حيث اقدمت عصابة الحوثي على قتله.
تهجير سكان وادي "مذاب"
تعرضت عشرات الأسر في وادي مذاب بمديرية المراشي للتهجير القسري، تركوا منازلهم ومزارعهم وهجّروا لايعرفون إلى أين، تحت تهديد العصابات الحوثية، بدأت القصة في يناير 2024م حين هجرت المليشيا عشرات الأسر من مناطق اللفاج ورونه السقامة وقام بالاستحواذ على الاراضي الزراعية وتمليكها لموالين لهم من عمران وصعدة في ما يبدو تغيير ديمغرافي يستهدف المنطقة الخصبة، ونورد هنا بعض اسماء المهجرين مع اسرهم من مديرية برط المراشي منطقة ملفاج وهم صادق مهدي محمد اجغل عسكر مهدي محمد اجغل، علي حسين علي رفيق، مجاهد هادي علي البحر، محسن محسن صمي، ناوي محسن صمي، هادي علي محسن البحر هؤلاء مهجرين قسراً مع اسرهم من اراضيهم وممتلكاتهم الخاصة تقدر المساحة التي استولت عليها عناصر المليشيا بحوالي ٣٠ كيلوا متر مربع بوادي مذاب في منطقة ملفاج والبريكة ورونة السقامة.
استمر التهجير بحق الأسر في وادي مذاب على مدى عام 2024 حتى استهداف أسرة المنصوري الذي جرى بصورة وحشية.
حاولت مليشيا الحوثي البسط على اراضي زراعية في عدة مناطق لكن مواجهة القبائل بصرامة كما حصل في 2022م عندما اندلعت اشتباكات بين قبيلة همدان ومليشيا الحوثي في الحزم بعد محاولت مليشيا الحوثي البسط على الاراضي الزراعية القريبة من مدينة قرناو التأريخية، وهي مناطق خصبة وتقع على مجرى السيول.
الألغام تحصد الأبرياء في الجوف
في الرابع والعشرين من أبريل 2025 انفجر لغم أرضي من مخلفات مليشيا الحوثي المواطن "هادي هادي صويع المهشمي"، فارق الحياة على الفور، وبعده بأيام تمزق جسد الشاب رشاد طنين (25 عامًا)، بلغم أرضي من مخلفات الحوثي في مديرية المتون، غرب محافظة الجوف، خلال السنوات الماضية سقط في المحافظة 505 مواطن بالالغام الحوثي وأصيب 813 شخص بينهم من فقد أطرافه بحسب احصائية اوردتها وزارة الشؤون القانونية في 2023م ولاتزال الالغام الحوثية تترصد المواطنين والمسافرين في الجوف.
مناطق واسعة أصبحت تحت سيطرة الحوثي كانت قبل 2020م نقاط تماس بين الجيش الوطني والمليشيا حيث تم زراعتها بالألاف الالغام على امتداد مناطق التي المواجهات في المصلوب والغيل والمتون وجبال حام والعقبة واليتمة وصبرين واليوم لاتعير اهتمام لهذه المناطق ولاتنوي نزع الالغام منها، رغم الضحايا تهدد حياة المواطنين كل يوم.
انتهاكات متعددة
تعيش الجوف حالة من الفوضى الامنية، والجبايات المفروضة على التجار والمزارعين، تتعرض الاسر الى التضييق على معيشتها في الجوف، مبالغ هائلة تفرض على التجار باسم الضرائب والزكاة وارتفاع جنوني لأسعار الكهرباء هذا كله يؤثر في اسعار السلع الغذائية وتنعكس على حياة المواطنين.
تمنع مليشيا الحوثي حتى اخذ اسطوانة غاز بسعر رخيص من مارب، وتفرض على أي شخص يأخذ اسطوانة غاز أن يعيدها وأن كان على ابواب مدينة الحزم، حتى يشتريها من الغاز المستورد الايراني بمبلغ يمكن أن تشتري مقابلة أربع اسطوانات من غاز مارب.
خاتمة
هذه بعض من سجل الحوثي الاجرامي في محافظة الجوف الممتد منذ 2009 حتى اليوم بداية من جريمة قتل زبن الله الوزير في الجامع مرورا بالحروب التي شنتها المليشيا قبل انقلابها على الدولة واجتياح صنعاء حتى اليوم، ستبقى الالغام الحوثية موت يترصد المواطنين لعشرات السنين حتى بعد الخلاص منها وتطير المحافظة واليمن من دنسها.