في أجواء مفعمة بالحماس والاهتمام البيئي، احتضنت قاعة فندق فري زون بعدن حفل إشهار الفيلم الوثائقي البيئي "جريمة في الجزيرة"، الذي يوثق بالصوت والصورة جريمة القتل الجائر للسلاحف في جزيرة العزيزية.
حضر الحفل عدد من الإعلاميين، والمصورين، والممثلين، والصحفيين المهتمين بالشأن البيئي وصناعة الأفلام الوثائقية، حيث تناول الفيلم واحدة من أبرز القضايا البيئية المعاصرة، وهي الصيد الجائر للسلحفاة البحرية، أحد الكائنات اللطيفة والمهمة في النظام البيئي البحري.
منال الشيباني: البيئة تعني الحياة
خلال الحفل، استعرضت مخرجة الفيلم منال الشيباني أبرز التحديات التي واجهها فريق العمل، مؤكدة أن الفيلم تم إنتاجه بجهود ذاتية، ويحمل رسالة توعوية قوية تدعو إلى الحفاظ على البيئة والأنظمة البيئية المهددة بالخطر.
وقالت الشيباني:
> "البيئة تعني الغذاء، تعني الأمن الإنساني... وصحة الإنسان تعني حياته"، مشيرة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في عدن بشكل خطير قد يؤدي إلى كارثة بيئية إذا لم تتم معالجته.
وتطرقت إلى أهمية السلاحف، موضحة أن هذه الكائنات البحرية تعيش لمئات السنين، وتتغذى على قناديل البحر السامة التي قد تضر الإنسان. وأضافت:
> "انقراض السلاحف يعني اختلال في السلسلة الغذائية وفقدان توازن بيئي قد يؤثر مباشرة على صحة الإنسان والأمن الغذائي."
ودعت الشيباني الشباب إلى الاتجاه نحو إنتاج أفلام بيئية هادفة تنقل رسائل توعية للمجتمع، شاكرة فريق العمل، وكل من دعم الفيلم، خاصة مدير فندق فري زون الأستاذ ثابت قاسم، والمشرف العام للفيلم المهندس جميل قدسي، والغواص الإقليمي رامي علي سعد، إلى جانب المصورين وفريق المونتاج.
علي جعفر: خمس سنوات من العمل المضني
من جانبه، أكد علي جعفر سعيد فارع، مدير التصوير في الفيلم، أن عملية الإنتاج استغرقت خمس سنوات، بدءًا من الصفر، مشيرًا إلى أن أغلب المشاهد تم تصويرها ليلاً لتوثيق مراحل حياة السلحفاة من الولادة، إلى الهجرة، وحتى العودة للتكاثر.
وقال جعفر:
> "السلاحف كائنات تحافظ على التوازن البيئي، وقتلها المتعمد جريمة يجب أن تتوقف."
وأكد أهمية الرسالة التي يحملها الفيلم، داعيًا الجهات المختصة إلى حماية الحياة البحرية وفرض الرقابة على الصيد الجائر.
الرشيدي: جزيرة العزيزية تواجه الخطر
كما عبر الإعلامي والباحث في شؤون الأحياء البحرية رشيدي محمود الرشيدي عن إعجابه بالفيلم، مشيرًا إلى تراجع الوعي البيئي بين بعض الصيادين غير المحليين، الذين يصطادون السلاحف ويعرضونها كوجبات في المطاعم، رغم أهميتها الكبيرة للتوازن البيئي.
وأشار إلى أن جزيرة العزيزية، وهي موطن للسلاحف، أصبحت عرضة للانتهاك، رغم إعلانها كمحمية طبيعية، مطالبًا بفرض حمايتها.
وحذر الرشيدي من انقراض أنواع نادرة من السلاحف، مثل "السلاحف ذات المنقار الناري"، لما لها من دور كبير في توازن الأحياء البحرية، وتأثير مباشر على صحة الإنسان.
نقاش فني وتوصيات بيئية
نال الفيلم استحسان الحاضرين، وتم فتح باب النقاش حول الرسائل الفنية والتوعوية التي يحملها، وتمت الإشادة بجودة التصوير الليلي والمشاهد البحرية، وبدقة تسليط الضوء على القضايا البيئية المهمة.
واتفق الحاضرون على أن الفيلم يمثل إضافة نوعية للمكتبة الوثائقية البيئية في اليمن والمنطقة، ويأمل الجميع أن يشارك في مهرجانات إقليمية ودولية، ليصل صوته إلى أبعد مدى ممكن