نهب منظم يستهدف "رعاية الأطفال".. الحوثيون يقتحمون مكاتب المنظمة في صنعاء وعدة محافظات

اقتحمت جماعة الحوثي، مكتب منظمة "رعاية الأطفال" (Save the Children) في العاصمة المختطفة صنعاء، في هجوم منسّق شمل أيضًا فروع المنظمة في محافظات عمران، حجة، صعدة، الحديدة، إب، ونهبوا كافة أصولها وممتلكاتها.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد شملت عمليات النهب سيارات ومولدات كهربائية وأجهزة كمبيوتر وأدوية ومستلزمات مكتبية، وسط تقديرات أولية تشير إلى أن قيمة المنهوبات تتجاوز 4 ملايين دولار.

وتأتي هذه الحملة عقب أسابيع فقط من إعلان المنظمة نقل مقرها الرئيسي إلى العاصمة المؤقتة عدن، نتيجة تضييق الخناق المتواصل الذي تفرضه جماعة الحوثي على المنظمات الإنسانية، وإخضاعها لإجراءات تعسفية تعرقل عملها المستقل.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن ميليشيا الحوثي نفذت أكثر من 95 واقعة اقتحام ونهب لمقرات منظمات إنسانية منذ انقلابها على الدولة في عام 2015، ضمن سياسة ممنهجة لتقويض العمل الإغاثي وتحويله إلى أداة لدعم مجهودها الحربي.

في السياق، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني هذا الاعتداء، مذكرًا بأن الحوثيين سبق وأن اقتحموا مكتب المنظمة في محافظة ذمار عام 2018 ونهبوا تجهيزاته، في استمرار لمسلسل الاعتداءات على العمل الإنساني.

وكشف الإرياني أن الميليشيا قامت باختطاف عدد من موظفي المنظمة، من بينهم الدكتور توفيق المخلافي، مسؤول المنح التعليمية، المختطف منذ يناير 2024، وهشام الحكيمي، مسؤول الأمن والعلاقات الحكومية، الذي توفي تحت التعذيب في سجون الحوثي بعد اختطافه في سبتمبر 2023.

وأضاف الوزير أن ما تتعرض له المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين من انتهاكات صارخة، وفرض عناصر موالية داخل مكاتبها، وتحويل المساعدات إلى خدمة المجهود العسكري، ونهب الأصول، وإرهاب واحتجاز الموظفين، يجعل من المستحيل استمرار أي منظمة بالعمل بحرية أو حيادية هناك.

ودعا الإرياني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومبعوثها الخاص إلى إدانة هذه الجرائم بوضوح، واتخاذ خطوات جادة تمنع إفلات الحوثيين من العقاب، مطالبًا كذلك بتصنيف الميليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية في بريطانيا وكافة دول الاتحاد الأوروبي.

كما وجه دعوة صريحة لما تبقى من المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين إلى نقل مقراتها فورًا إلى العاصمة المؤقتة عدن، والتنسيق مع السلطات الشرعية المعترف بها دوليًا لضمان سلامة موظفيها، واستمرار عملها الإنساني في بيئة آمنة.