إسرائيل تحذر الحوثيين في اليمن من حصار بحري وجوي إذا استمرت هجماتهم

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الثلاثاء، جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، من أنها ستواجه حصارًا بحريًا وجويًا شاملاً في حال لم توقف هجماتها ضد إسرائيل، في تصعيد جديد على خلفية التوترات المتفاقمة في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر العام الماضي.

وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال كاتس إن إسرائيل "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تهديدات الحوثيين لموانئها وسفنها"، مضيفًا أن "صبرنا ينفد، وإذا لم تتوقف الاعتداءات الإرهابية القادمة من اليمن، فستُفرض إجراءات صارمة تشمل حصارًا بحريًا وجويًا على الحوثيين".

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من هجمات متكررة شنّها الحوثيون على سفن تجارية في البحر الأحمر وباب المندب، بزعم ارتباطها بإسرائيل أو وجهتها نحو موانئها، ضمن ما تقول الجماعة إنه "دعم لفلسطين وردّ على العدوان على غزة".

ورغم أن جماعة الحوثي لا تخفي ارتباطها بالمحور الإيراني، إلا أنها تدّعي أن عملياتها البحرية تهدف إلى منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من المرور بسلام في البحر الأحمر، وقد وسعت مؤخرًا نطاق استهدافها ليشمل سفنًا مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، ما أدى إلى تصاعد وتيرة الرد العسكري الغربي على مواقع للجماعة في صنعاء والحديدة ومأرب وصعدة.

وفي الأسابيع الماضية، نفذت إسرائيل عدة عمليات بحرية وجوية سرية ومباشرة، بدعم استخباراتي من حلفائها، استهدفت ما وصفتها بـ"مصادر التهديد الحوثي"، بالتوازي مع عمليات واسعة تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن "التحالف البحري الدولي" لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.

وتثير هذه التطورات قلقًا إقليميًا ودوليًا متزايدًا، خاصة في ظل اتساع رقعة المواجهة خارج الأراضي الفلسطينية، وتهديدات الحوثيين المستمرة بشن مزيد من الهجمات على السفن والموانئ المرتبطة بإسرائيل وحلفائها.

ويأتي تهديد كاتس في وقت تحاول فيه إسرائيل نقل المعركة إلى خارج حدودها التقليدية، وربط الهجمات الحوثية بالسياسة الإيرانية الإقليمية، في محاولة لحشد دعم دولي أوسع لتحركاتها العسكرية والاقتصادية في مواجهة التهديدات القادمة من اليمن.

ويُذكر أن جماعة الحوثي أعلنت مؤخرًا استهداف ميناء إيلات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وهو ما اعتبرته إسرائيل تصعيدًا خطيرًا ومباشرًا، رغم أن معظم هذه الهجمات تم اعتراضها وفق بيانات الجيش الإسرائيلي.

وفي حال مضت إسرائيل قدمًا في فرض حصار بحري وجوي على اليمن، فقد يشكل ذلك تحولًا نوعيًا وخطيرًا في مسار المواجهة، إذ سيدفع نحو مزيد من الانخراط الإسرائيلي المباشر في الجبهة اليمنية، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي الذي بات مفتوحًا على كل الاحتمالات.