يُعد استرجاع جزيرة حنيش اليمنية من الاحتلال الإريتري واحداً من أبرز المواقف الوطنية التي جسدت حكمة القيادة اليمنية وإرادتها السيادية في مواجهة التحديات، رغم الإمكانيات المحدودة في حينه.
ففي أواخر التسعينات، وبعد أن استغلّت القوات الإريترية نقص قدرات البحرية اليمنية واحتلت جزيرة حنيش، تحرّكت القيادة السياسية ممثلة بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح ونائبه حينها عبدربه منصور هادي، لاتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز القدرات البحرية.
ووفق مصادر مطلعة، فقد تم إصدار توجيهات رئاسية واضحة بسرعة دعم القوات البحرية بوسائل إسناد جديدة، وتم التواصل مع عدد من الدول لشراء زوارق حربية حديثة، لكن تلك المساعي قوبلت برفض تام من معظم الدول، نتيجة لحسابات سياسية آنذاك.
في مواجهة هذا الحصار، تم اللجوء إلى خيار التصنيع المحلي، حيث جرى استدعاء رجل الأعمال المعروف الشيخ زكي الحضرمي، مالك مصنع حضرموت لصناعة السفن، وتم الاتفاق معه على تصنيع الزوارق الحربية داخل اليمن بأوامر من القيادة العليا.
وبالفعل، جرى تصنيع عدد من الزوارق في وقت قياسي داخل المصنع الوطني، وسُلمت للقوات البحرية بقيادة اللواء رويس مجور، الذي أشرف ميدانياً على عمليات الانتشار والمواجهة.
وبعد عملية حصار محكمة وتنسيق عسكري عالي المستوى، نجحت القوات اليمنية في استعادة جزيرة حنيش ورفع العلم اليمني عليها، في مشهد أعاد الهيبة للقوات البحرية، وأثبت قدرة اليمن على حماية سيادته رغم التحديات.
ويُستذكر هذا الموقف اليوم كعلامة فارقة في التاريخ الوطني الحديث، لما جسّده من إرادة وطنية، وتوظيف للإمكانيات المحلية، ونجاح في استرداد حق سيادي بطريقة مشرفة.




