آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-11:21ص
حوارات

لقاء الأسبوع: ياسر النهمي... فنان يُجيد الإصغاء لنبض الناس ويحمل رسالة تتجاوز الفن

الخميس - 12 يونيو 2025 - 09:25 ص بتوقيت عدن
لقاء الأسبوع: ياسر النهمي... فنان يُجيد الإصغاء لنبض الناس ويحمل رسالة تتجاوز الفن
حاوره / محمد وحيد المقطري

في فضاء الفن، هناك من يمرّ مرور العابرين، وهناك من يترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الناس.

بعض الفنانين يأتون كوهجٍ عابر، بينما آخرون يشبهون جذور الشجر، يرسخون في التربة الثقافية والمجتمعية، لأنهم لا يكتفون بالأداء، بل يعبّرون عن قضايا الناس، عن وجعهم، أحلامهم، وانكساراتهم.


ضيفنا لهذا الأسبوع ليس مجرد ممثل، بل هو حالة فنية وإنسانية تشكّلت بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا، بين هموم الشارع ونبض المواطن. فنانٌ لا يسعى للنجومية الزائفة، بل يبحث عن التأثير الحقيقي، ويؤمن أن الفن رسالة سامية لا بد أن تصل إلى كل بيت وقلب وضمير.


في هذا الحوار، نقترب أكثر من الفنان ياسر النهمي، ونتجول معه في محطات عمره الفني الذي تجاوز العقدين، نرصد فيه معاناته وأفراحه، طموحاته الكبيرة، وأحلامه التي لا تزال تنتظر الدور المناسب والمكان اللائق.


س1: بدايةً، حدثنا عن نفسك وبدايتك في المجال الفني؟

ج1: أنا ياسر محمد أحمد عمر النهمي، من مواليد 1987، والعمر الفني لي 21 سنة. بدأت مشواري من المسرح المدرسي، ثم انتقلت للمسرح الوطني، وتبعتها بالأعمال الإذاعية، وبعدها كانت الانطلاقة نحو الأعمال التلفزيونية.


س2: ما هي أبرز إنجازاتك الفنية، وما الطموحات التي لم تتحقق بعد؟

ج2: بفضل الله، قدمت العديد من الأعمال في المسرح، والإذاعة، والمهرجانات، والمسلسلات التلفزيونية، التي حملت رسائل اجتماعية ووطنية وثقافية ودينية هادفة. من أبرز إنجازاتي محبة الجمهور وتكوين قاعدة جماهيرية، وهو برأيي الرصيد الحقيقي للفنان.

أما عن الطموحات التي لم تتحقق، فهي كثيرة، منها: المشاركة في أعمال عربية تلفزيونية، وتقديم أعمال تاريخية عن حضارات اليمن، وأتمنى أن أقدّم عملًا فنيًا وطنيًا يسهم في حل الخلاف المجتمعي ويعزز السلام.


س3: ما أبرز الصعوبات التي تواجهك في مسيرتك الفنية؟

ج3: هناك عدة صعوبات، أبرزها الإنتاج المحدود، حيث تكتفي شركات الإنتاج بموسم واحد في العام. كما أن أذواق الناس متباينة، ومن الصعب إرضاؤها جميعًا، خصوصًا في مجتمع محافظ متعدد الانتماءات والمذاهب. أحرص على اختيار الأعمال التي تحترم هذا التنوع وتحافظ على القيم المجتمعية. كذلك نعاني من ضعف التمويل وقلة التقدير مقارنة بما يحظى به الفنانون في دول أخرى.


س4: أي الأنماط الفنية الأقرب إليك؟ الكوميديا أم الدراما؟

ج4: في التلفزيون، أحب الشخصية التي أقدّمها، سواء كانت درامية أو كوميدية، فالحب هو الفيصل. أما في المسرح، فالكوميديا الأقرب إلى شخصيتي الواقعية، وأشعر فيها بالتحرر والتواصل المباشر مع الجمهور.


س5: ما هو الدور الفني الذي تتمنى تقديمه؟

ج5: حتى الآن لم أقدّم الدور الذي أحلم به. لكن الجمهور أحبني في شخصية "ياسين" في مسلسل حاوي لاوي، وهي الأقرب إلى قلبي حتى الآن.


س6: هل لديك أعمال قادمة في المستقبل القريب؟

ج6: نعم، أنهينا تصوير مسلسل سيُعرض في رمضان القادم، كما نعمل حاليًا على إعداد عمل جديد مع الأستاذ المخرج عادل العلي.


رسالة الفنان ياسر النهمي للمجتمع:


1. الإنسانية المشتركة:

نحن جميعًا بشر، نشترك في المشاعر ذاتها من فرح وحزن وخوف وأمل. لنعتمد على هذا القاسم المشترك لبناء جسور التواصل وتجاوز كل الاختلافات السطحية.

فلنتعاطف، لا نتنازع. لنتكاتف، لا نتقاتل. ولنُبعد السلاح من بيننا كي نعيد بناء وطن خالٍ من النزاعات والانقسامات.


2. الإيجابية والأمل:

حتى في أحلك اللحظات، توجد جوانب مشرقة تستحق أن نتمسك بها.

لنحافظ على الأمل في غدٍ أفضل، فالأمل هو محرّك التغيير.

ولنكن جزءًا من الحل، لا من تعقيد المشكلة.


3. الوحدة والتكاتف:

فلنتجاوز الحزبية والتعصب والانتماءات الضيقة، ونفكر كيمنيين أولًا. قوتنا في وحدتنا.

فلنعمل معًا من أجل مصلحة الجميع، فالوطن لنا جميعًا، ومسؤوليته على عاتق كل فرد.


4. القدوة والسلوك:

ابدأوا بأنفسكم. بالكلمة الطيبة، بالعمل الصادق، وبالمواقف النبيلة، نكون قدوة حسنة لأجيال قادمة.


5. تقدير الفن والثقافة:

الفن هو لغة الإنسان، يتجاوز الحدود والاختلافات، ويجمع القلوب.

ادعموا الفنانين والمبدعين، فبالثقافة تُبنى الأوطان وتتقدم الشعوب.

اجعلوا الفن جزءًا من حياتكم اليومية، فهو مرآة الروح وبلسم الوجدان.


وفي الختام

أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى قلوب الجميع، وأن نكون شركاء في بناء مجتمع يتسع للجميع، ينبذ الكراهية ويحتفي بالجمال والتنوع.

كل الشكر والتقدير للإعلامي القدير محمد وحيد، على هذه الاستضافة الجميلة، ولكل من يفتح لنا نافذة لنعبر منها بما نحمله من حب لهذا الوطن وشعبه.