وجّه العريف يسري إسماعيل صالح عثمان، أحد أفراد شرطة السير في جولة كالتكس بالعاصمة عدن، مناشدة مؤثرة إلى قيادته وزملائه، كاشفًا فيها معاناته مع ما وصفه بالظلم الإداري والتهميش الذي دفعه إلى التغيب عن عمله منذ 6 يونيو، رغم تفانيه وخدمته الطويلة لسنوات في شرطة السير.
وقال العريف يسري في مناشدته المؤلمة، التي خصّ بها صحيفة "عدن الغد"، إنه لطالما أحب عمله، خصوصًا في خدمة كبار السن والأطفال، وكان يشعر بالفخر حين يلقى دعاءهم ورضاهم، ويعتبر ذلك أعظم وسام يمكن أن يحصل عليه أي رجل أمن. وأضاف أن ابتسامة المواطنين كانت تعني له كنوز الدنيا.
لكن العريف يسري أشار إلى أنه تعرّض لمضايقات وظلم من قبل بعض المسؤولين عنه، وصلت حدّ التدخل في صلاته الشخصية، وحرمانه من أبسط حقوقه المعنوية، ومنها شهادة تقدير كان يحلم بإهدائها لوالديه المرضى، الذين يعاني والده من مرض القلب ووالدته من السكري والضغط، مؤكدًا أن حالتهما الصحية الصعبة كانت دافعًا دائمًا لتقديم الأفضل.
وتابع في رسالته: "كنت أطمح فقط بتقدير بسيط، كلمة طيبة، شهادة أُفرح بها أبي وأمي، لكن لم ألقَ إلا التجاهل والجحود، حتى أنني أصبحت المذنب وأنا المظلوم".
وأكد العريف يسري أنه سيتوجه يوم الأحد إلى مدير شرطة السير العميد عدنان القلعة طالبًا منحه ورقة استغناء ليتم تحويله إلى مرفق أمني آخر مثل المطارات أو الدفاع المدني أو الجوازات، قائلاً: "هناك يحبوننا ويقدّروننا، وأنا لن أذل نفسي بعد اليوم لأجل موقع لا يُحترم فيه الإخلاص".
وأشار إلى أنه مستعد لتحمل العقوبة العسكرية بسبب الغياب، قائلاً: "أنا عسكري، والعسكري يتحمّل، ولو كان البلاء كبيرًا. سأقضي 17 يومًا في السجن إن لزم الأمر، لكن كرامتي فوق كل شيء".
واختتم مناشدته بدعوة زملائه ومحبيه إلى الدعاء له، قائلاً: "دعواتكم لي يوم الأحد، ودعواتكم لي وأنا في السجن، فالعسكرية صبر وتحمل. وإني والله ما أسأت لأحد، لكن الظلم كسرني. إن لم يرحمني أحد، سأرحم نفسي، لأني أعلم أن ربي لا يخذل من ظُلم."
صحيفة عدن الغد إذ تنشر هذه الرسالة المؤثرة، فإنها تهيب بالقيادات الأمنية المختصة التحقيق في تفاصيل ما ورد، والنظر بعين العدل والإنصاف إلى تظلمات الأفراد الذين يخدمون المجتمع بإخلاص، ويجب أن يُكافأوا لا أن يُقصَوا.