آخر تحديث :السبت-21 يونيو 2025-05:54م
أخبار وتقارير

قيادي في الانتقالي يحذر من مغبة إعلان حكومة جنوبية: خطوة قد تُعجل بسقوط المجلس داخليًا

السبت - 21 يونيو 2025 - 01:40 م بتوقيت عدن
قيادي في الانتقالي يحذر من مغبة إعلان حكومة جنوبية: خطوة قد تُعجل بسقوط المجلس داخليًا
(عدن الغد) خاص:


أثار القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الزامكي، جدلًا واسعًا بعد تحذيره من خطورة دعوة وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي بشأن إعلان حكومة جنوبية لتسيير شؤون المحافظات المحررة، معتبرًا أن هذه الخطوة تفتقر إلى الأسس السياسية السليمة وقد تؤدي إلى نتائج عكسية على المجلس الانتقالي نفسه.


وقال الزامكي في منشور له: “دعوة الوزير الوالي إلى تشكيل حكومة جنوبية بالتوازي مع حكومة حرب في الشمال لا تستقيم سياسيًا، وتتناقض تمامًا مع اتفاق الرياض الأول والثاني، كما تتعارض مع مخرجات اللقاء التشاوري الذي نتج عنه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بديلاً عن شرعية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي”.


وأشار إلى أن المضي في تنفيذ هذه الدعوة باستخدام أدوات المجلس الانتقالي الحالية “سيكون الفشل بعينه، وسيعطي انطباعًا سلبيًا إقليميًا ودوليًا عن عدم قدرة الجنوبيين على إدارة شؤون محافظاتهم”.


وأضاف الزامكي: “الأفضل للمجلس الانتقالي هو الاستمرار ضمن الشرعية اليمنية لتغطية عيوبه التي تضاعفت في مناطق سيطرته، أما الذهاب إلى خيار حكومة جنوبية مستقلة فسيعجل بانهيار المجلس من الداخل، ويمنح الحكومة اليمنية الشرعية مبررًا للعودة إلى إدارة الجنوب بحجة فشل الانتقالي”.


وحذر القيادي من أن المجلس الذي عجز عن إدارة العاصمة عدن، “من المستحيل أن ينجح في إدارة محافظات الجنوب المترامية الأطراف، خصوصًا أن إعلان مثل هذه الحكومة سيهيئ الأرض لصراعات داخلية، خاصة في مثلث عدن، ويُعيد شبح الانقسامات”.


وأشار الزامكي إلى وجود أدوات داخل المجلس تعمل على إفشاله من الداخل رغم خطابها الإعلامي الداعم له، مؤكدًا أن غياب العمل المؤسسي الحقيقي في مؤسسات المجلس يعطي انطباعًا لدى المجتمع الدولي والإقليمي بأن المجلس مجرد هيكل شكلي.


وفي تحليله للمشهد الداخلي، كشف الزامكي عن ما وصفه بـ”قناعة متزايدة” داخل دوائر القرار في الانتقالي، من بينهم وزراء في الحكومة، بأن الشراكة السياسية ضمن دولة اتحادية مكونة من أقاليم هي الخيار الأفضل لبقاء المجلس ضمن منظومة الحكم، خصوصًا في حال وافق الحوثيون على تسوية سياسية شاملة.


وحذر من أن أي رفض داخلي في الانتقالي لهذا الخيار سيؤدي إلى تكرار سيناريو استبدال الممثلين داخل المجلس كما حدث في مؤتمر الحوار الوطني سابقًا، حين تم استبدال المنسحبين بممثلين بدلاء، محذرًا من أن “التحالف قد يمنح البدلاء صكّ شرعية تمثيل الانتقالي في التسوية القادمة”.


وختم الزامكي بالإشارة إلى أن المجلس الانتقالي يعيش حاليًا صراعًا داخليًا صامتًا حول البقاء والاتجاه السياسي، مؤكدًا أن السيناريوهات المطروحة أمامه كلها صعبة، “فالأول مدمّر للجنوب، والثاني شراكة اتحادية، والثالث يتطلب إرادة سياسية حقيقية للتنفيذ”.