آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-10:16م
حوارات

غيث أحمد: من شغف الهواية إلى صوت المواطن.. المذيع الذي اختار أن يكون الأمل في الأثير

الجمعة - 27 يونيو 2025 - 07:57 م بتوقيت عدن
غيث أحمد: من شغف الهواية إلى صوت المواطن.. المذيع الذي اختار أن يكون الأمل في الأثير
((عدن الغد))خاص

حين تكون الهواية أشد وقعًا من التخصص، وتغدو الموهبة بوابةً لصوت الناس وهمومهم، لا بد أن تقود الرحلة إلى أمثال غيث أحمد. شاب جنوبي آمن بأن الصوت الصادق قد يُسمع أكثر من ضجيج السياسة، فاختار أن يكون لسان حال المواطن، ناقلًا نبض الشارع من خلف الميكرفون وعدسة الكاميرا.

في هذا الحوار الخاص، نرافق غيث في محطات حياته المهنية، من بداياته البسيطة إلى تحديات الواقع الإعلامي، ونفتح معه آفاق الطموح، ومواطن التعب، ورسائل الأمل.


نص الحوار:


س1- عرفنا عن اسمك وعن بدايتك بالعمل في مجال تقديم البرامج؟

ج1- أنا غيث أحمد مواطن بسيط تخرجت من قسم تقنية المعلومات جامعة عدن، ولكن كنت شغوفًا في التعليق الصوتي، وأحياناً الهواية تغلب على التخصص، وهذا ما جعلني أصبح مقدم برامج إذاعية وتلفزيونية.

بداياتي كانت في التعليق الصوتي، حيث كنت أُسجّل لعدد من الجهات والأشخاص بشكل مجاني بدافع الشغف، ثم تطورت وبدأت أعمل بشكل جدي.

تلقيت رسالة من أحد الأعزاء يطلب مني تسجيل نص إخباري، وقد أرسله لقناة عدن المستقلة، وهناك بدأت رحلتي معهم كمتدرب لمدة سنة كاملة رغم شعوري بكفاءتي، ولكن شغفي جعلني ألتزم بالبروتوكول وأطوّر نفسي سريعًا.

بدأت في الإذاعة أولاً، رغم إصرارهم على أن أكون مذيعًا تلفزيونيًا، وكنت أؤمن أن أعمدة هذا المجال العظام بدأوا إذاعيين، فباشرت ببرنامج معلوماتي تكنولوجي، ثم أصبحت مشاركًا في فقرة صباحية، ثم مذيعًا رسميًا، وتوالت بعدها البرامج الترفيهية والإذاعية والتلفزيونية حتى اليوم.


س2- ماهي الإنجازات التي حققتها في حياتك تقديم البرامج؟ و ماهي الآمال التي لم تحققها بعد؟

ج2- لا الرحلة بدأت ولا المشوار انتهى، ما زلت في البدايات.

الإنجاز الحقيقي هو أن هناك من يستمع لي ويشاهد برامجي، وأن لي بصمة ولو بسيطة.

أما الآمال، فهي ما زالت بعيدة، أحلم بأن يكون لما أقدمه تأثير أوسع على الرأي العام، وأكون ممن يسهمون في صناعة القرار أو التغيير، وهذا حق مشروع لكل شاب طموح.


س3- ماهي الصعوبات التي تواجهك في مسيرتك في تقديم البرامج؟

ج3- يمكن تقسيم الصعوبات إلى قسمين:

أولًا، في بيئة العمل: أواجه ضغطًا كبيرًا لكوني مُعد ومقدّم في آن واحد لبرنامجين إذاعي وتلفزيوني، وهذا يؤثر على الجودة والإنتاجية.

ثانيًا، في الحوارات الميدانية: من الصعب أحيانًا أن تجد من يتحدث بوعي أو يقدم حلولًا، فكثير من المواطنين يركّزون على الشكوى دون اقتراح بدائل.

البعض لا يدرك لمن يوجه مطالبه، والبعض يظن أن السب والشتم وسيلة لحل المشكلة، وهناك من لا يقدّر الدور الذي نقوم به رغم أن بعض القضايا التي طرحناها تمت الاستجابة لها. نواجه أحيانًا مضايقات وشتائم، لكن هذا هو واجبنا الوطني.


س4- ماهي البرامج التي تحب تقديمها: فنية، ترفيهية، مسابقات؟

ج4- أؤمن أن المذيع كالماء، يتشكل على الإناء الذي يُوضع فيه. قدمت كل الألوان تقريبًا، ولكن الأقرب إلى قلبي هي البرامج التي تبث السعادة للمواطن، وتلامس معاناته.

أحب البرامج الاجتماعية، الحوارية، التي تمنح الناس صوتًا وشعورًا بأن هناك من يسمعهم.

عندما تُحل مشكلة من خلال برنامجنا، أشعر أني أقدّم شيئًا نافعًا. لهذا أعتبر برنامج "صوت المواطن" التلفزيوني و"نبض الشارع" الإذاعي جزءًا مني، وأحب تقديمهما.


س5- هل هناك أعمال قادمة لك في المستقبل القريب؟

ج5- لا أدري. بصراحة أشعر بثقل داخلي، ولسنا على ما يرام، ولذا لا أعد بأي شيء جديد إلا إذا امتلكت النية والطاقة لذلك.

المشاهد أو المستمع قادر على تمييز ما إذا كان المذيع في حالة جيدة أم لا، وقد ينعكس ذلك سلبًا على ما أقدمه.

لدي أفكار عظيمة، لكن لا أحد تبناها حتى الآن.


س6- ما هي رسالتك للمجتمع؟

ج6- رسالتي لنفسي وللجميع: اقرأوا، تعلموا، انضجوا فكريًا وعاطفيًا، واعرفوا ما لكم وما عليكم.

عندما يزدهر فكر الإنسان، تزدهر إنتاجيته.

طالبوا بحقوقكم، لكن لا تنسوا واجباتكم تجاه الوطن.


في الختام:

شكرًا للإعلامي محمد وحيد على هذه الفرصة التي أتاحت لي التعبير عن بعض ما في داخلي، وآمل أن تصل كلماتي لمن يهمه الأمر.

شكرًا لكم جميعًا.