تكدس شاحنات في ميناء عدن يعمّق أزمة التوريد ويهدد بارتفاع أسعار السلع في الأسواق المحلية

يشهد ميناء عدن التجاري أزمة خانقة تمثلت في تكدس عشرات الشاحنات في ساحاته، نتيجة عجز كبير في تفريغ الحاويات، ما أدى إلى تأخير دخول السفن القادمة وتعطيل سلاسل التوريد بشكل ملحوظ، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية واسعة النطاق تهدد الأسواق المحلية.

ووفقًا لمصادر ملاحية ومسؤول في إدارة الميناء، فإن سعة المخازن أوشكت على الامتلاء بالكامل، الأمر الذي بات يُعيق استيعاب الحاويات الجديدة ويفرض تحديات لوجستية كبيرة أمام حركة البضائع، سواء الداخلة أو الخارجة من الميناء.

وأكد المصدر أن هذه الأزمة ناتجة عن تراكم عمليات التفريغ، وتأخر الإجراءات الفنية والإدارية المتعلقة بترتيب البضائع داخل ساحات التخزين، فضلًا عن ضعف الإمكانيات التشغيلية، ما زاد من حجم التكدس بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية.

من جهتهم، أبدى عدد من التجار والمستوردين قلقهم البالغ من استمرار هذه الأزمة، محذرين من غرامات تأخير متزايدة تُفرض على الحاويات المتأخرة، ما يُثقل كاهل التجار ويُفاقم من كلفة السلع، مؤكدين أن المستهلك هو من سيتحمل في النهاية العبء الأكبر من خلال ارتفاع أسعار المنتجات الأساسية في الأسواق.

وأشاروا إلى أن استمرار الاختناقات في الميناء دون حلول عاجلة، قد يؤثر سلبًا على توفر السلع، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الاستيراد لتغطية احتياجات السوق المحلي، ما قد يُنذر بأزمة تموينية حقيقية إذا لم يتم تدارك الوضع.

ويأتي ذلك في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية صعبة تشهدها البلاد، الأمر الذي يضاعف من خطورة الوضع ويستلزم تحركًا سريعًا من الجهات المعنية لتحسين كفاءة التشغيل داخل الميناء، وتوسيع السعة التخزينية، وتسهيل إجراءات التخليص الجمركي، حفاظًا على استقرار السوق ومنع انفجار الأسعار.