في عصر أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، ومخزناً لأدق تفاصيلنا الشخصية، يلوح خطر التجسس الإلكتروني كأحد التهديدات المتزايدة التي تثير قلق المستخدمين حول العالم.
وفي هذا السياق، حذّر الخبير التقني مارك بوركار، الرئيس التنفيذي لشركة "QR Code Generator"، من خمس علامات تحذيرية قد تبدو للوهلة الأولى أعطالاً تقنية بسيطة، لكنها في الحقيقة مؤشرات خطيرة على تعرض الهاتف للاختراق وتحوله إلى أداة للتجسس دون علم المستخدم.
وبحسب ما أورده موقع "ذا صن" البريطاني، فإن أولى هذه العلامات تتمثل في الاستنزاف السريع وغير الطبيعي للبطارية، وهو ما قد يدل على وجود برنامج تجسس يعمل في الخلفية، يستهلك طاقة كبيرة بهدف نقل البيانات إلى خوادم خارجية.
العلامة الثانية هي ارتفاع حرارة الهاتف بشكل غير مبرر، حتى في حالات عدم الاستخدام. وأوضح بوركار أن هذا قد يكون نتيجة لاستهلاك برامج التجسس لموارد المعالج باستمرار، مما يرفع درجة حرارته رغم أن الهاتف في وضع السكون.
أما العلامة الثالثة، فهي الزيادة غير المبررة في استهلاك بيانات الإنترنت، إذ غالباً ما يلاحظ الضحايا استهلاكاً مرتفعاً لحزم البيانات رغم الاستخدام العادي، ليكتشفوا لاحقاً وجود تطبيقات مجهولة ترسل البيانات الحساسة – مثل الصور والتسجيلات والرسائل – إلى جهات خارجية.
ويشير بوركار إلى أن العلامة الرابعة قد تكون وصول رسائل نصية غريبة تحتوي على رموز أو أحرف غير مفهومة، وهي في كثير من الأحيان رسائل مشفرة تستخدمها بعض أنواع برمجيات التجسس للتواصل مع الجهاز المخترق.
لكن أخطر العلامات، وفقاً للخبير، هي تصرفات الهاتف الغريبة دون تدخل المستخدم، مثل إضاءة الشاشة تلقائياً، أو سماع أصوات أثناء المكالمات، أو ملاحظة أن الكاميرا تعمل دون سبب. جميع هذه السلوكيات قد تشير إلى أن جهة مجهولة باتت تتحكم بالجهاز عن بعد، وتراقب ما يدور حول المستخدم دون علمه.
وعلى الرغم من أن هذه العلامات مثيرة للقلق، إلا أن بوركار يطمئن المستخدمين بإمكانية اتخاذ خطوات وقائية فعالة، مثل حذف التطبيقات المشبوهة، وتحديث كلمات المرور، وإجراء فحوصات أمنية دورية. وفي الحالات القصوى، يُنصح بإعادة ضبط الهاتف إلى إعدادات المصنع كحل جذري للتخلص من برامج التجسس.