آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-12:57م
أخبار وتقارير

تحقيق رقمي: كيف استنسخ الحوثيون الإعلام الرسمي لخدمة إيران على "إكس"؟

الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - 09:04 ص بتوقيت عدن
تحقيق رقمي: كيف استنسخ الحوثيون الإعلام الرسمي لخدمة إيران على "إكس"؟
(عدن الغد)متابعات:

كشفت منصة "مسند"، بالتعاون مع مجتمع التحقق العربي، في تحقيق رقمي موسّع عن حملة رقمية منسقة أطلقتها جماعة الحوثي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، استخدمت فيها حسابات موجهة وهوية إعلامية مستنسخة من الوسائل الرسمية، بهدف الترويج لتحالفها السياسي والعسكري مع إيران وتضليل الرأي العام.

وبحسب التحقيق، فإن الحملة التي تم تتبعها وتحليلها خلال فترة 15 يومًا، شاركت فيها حسابات بارزة مرتبطة بـ"وكالة سبأ" الحوثية وقيادات إعلامية للجماعة، وروّجت لمحتوى دعائي يصوّر الحوثيين كحليف استراتيجي لطهران في مواجهة ما يسمونه "العدوان".

- تضخيم

تحليل البيانات عبر أدوات متقدمة مثل Meltwater وGephi أظهر أن الحملة الرقمية، التي بلغت ذروتها بين 12 و18 يونيو 2025، حققت وصولًا استثنائيًا بلغ نحو 317 مليون حساب خلال أسبوع، بمتوسط 45.3 مليون حساب يوميًا. وسُجلت 99.9 ألف تغريدة مرتبطة بالحملة، منها 35 ألف تغريدة في يوم واحد (13 يونيو)، مما يعكس وجود دفع مركزي وتنسيق مشبوه.

أظهر التحليل أن 72.6% من التفاعل كان عبر إعادة النشر (ريتويت)، مقابل 11.4% فقط منشورات أصلية، في مؤشر واضح على سلوك تضليلي قائم على تكرار الرسائل وتضخيمها بدلاً من خلق محتوى جديد أو نقاش حي.

- نصر الدين عامر.. العقل الرقمي للحملة

لعب حساب @nasr_amer1، المعروف باسم نصر الدين عامر، دورًا محوريًا في قيادة الحملة، حيث تجاوز وصول تغريداته 10.6 مليون حساب، وتمت إعادة تغريد منشوراته 7,370 مرة، ما جعله مركزًا رقميًا للحشد الدعائي. ويشغل عامر منصب رئيس مجلس إدارة وكالة "سبأ" الحوثية، ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة، ويُعتقد أنه منسق "الجيش الإلكتروني الخفي" التابع للجماعة.

وقد أظهرت خريطة العلاقات الرقمية نمطًا مركزيًا يشير إلى أن المئات من الحسابات كانت تُعيد تغريد محتوى نصر الدين عامر بشكل مكرر، ما يعكس وجود شبكة تضليلية منظّمة تنفذ تعليمات مركزية.

- من جبل عامل إلى صنعاء

كشف التحقيق أن الحملة لم تكن محلية فحسب، بل شاركت فيها حسابات مرتبطة بشبكات دعائية لـ"حزب الله" اللبناني، أبرزها حساب "بلاغ – Balagh" الذي يعرّف نفسه بأنه إعلامي في منطقة جبل عامل. ما يشير إلى امتداد الحملة ضمن شبكة إعلام "محور المقاومة".

- اليمن مركز التضليل

التحليل الجغرافي بيّن أن اليمن كانت بؤرة النشاط، بـ 17,500 تغريدة، تليها العراق، ثم إيران ولبنان. كما أظهر التحليل الزمني أن بعض الحسابات كانت تنشر في ساعات محددة ومتكررة، ما يرجّح اعتماد الحوثيين على أدوات آلية (Bots) لتنفيذ الحملة.

تضمّن المحتوى تمجيدًا للدور الإيراني، واستخدم مفردات دينية وعاطفية مثل "اللهم انصر المجاهدين"، مع إشارات هجومية ضد دول عربية. وتكررت مقاطع الفيديو المفبركة أو المولدة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا تلك التي ادّعت توثيق "ضربات صاروخية" ضد إسرائيل.

- تصريحات رسمية تؤكد التوجه الإيراني

عزّز التصعيد الرقمي موقفًا سياسيًا أكثر وضوحًا، بعد تصريح لرئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة، مهدي المشاط، أكد فيه في 21 يونيو أن "أي اعتداء على إيران سيُقابل بالتصدي له بكل الوسائل"، في تأكيد واضح على موقع الحوثيين ضمن محور طهران.

خلاصة التقرير: يوضح هذا التحقيق أن الحملة الرقمية #مع_إيران_ضد_العدوان لم تكن تفاعلًا عفويًا، بل حملة منظمة قادتها جماعة الحوثي عبر شبكات مدروسة وأدوات آلية ووسائل إعلام مستنسخة، لترويج تحالفها مع إيران. وهو ما يكشف تحول الإعلام الرسمي إلى أداة دعائية، ويؤكد أن المنصات الرقمية باتت ساحة حرب دعائية مفتوحة تستدعي رقابة ومساءلة.