قال السياسي اليمني هاني علي سالم البيض إن واقع العلاقة بين أطراف العملية السياسية في اليمن يشهد حالة من التعقيد والانقسام المزمن، الذي أضعف الشرعية وأفقدها تماسكها الداخلي، نتيجة المحاصصة وتضارب المشاريع السياسية والمحسوبيات التي نخرت جسد هذا البناء السياسي الهش، وأضعفت منظومته الوظيفية بشكل غير مسبوق.
وأضاف البيض، في تغريدة على منصة "X"، أن إيجابيات توحيد القيادة وتطبيع الحياة في المناطق المحررة تتقاطع اليوم مع سلبيات التراكمات الإدارية، وضعف المؤسسات الحكومية، والإخفاقات الاقتصادية. وأكد أن إصلاح الخطاب السياسي بين أطراف الشرعية لا يقل أهمية عن إصلاح المؤسسات، مشددًا على أن وحدة الصف واللغة المشتركة تمثلان الأساس لأي نصر سياسي أو ميداني.
وأشار إلى أن التحديات المتزايدة التي تواجه الشرعية ناتجة عن ترحيل العديد من القضايا والملفات، ما أفرز واقعًا سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا شديد التعقيد، تجاوز قدرات الشرعية وبدأ يهدد استمراريتها.
وشدد البيض على أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في الانتقال من الجمود والانقسام إلى مسار إصلاح حقيقي يُفعّل الكفاءات ويُحسّن الأداء، ويستعيد دور الدولة داخليًا ويُحسن استثمار العلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي.
وختم بالقول: "لا انتصار بلا إصلاح الداخل، ولا إصلاح بلا مصارحة وتفاهم بين أطراف الشرعية، ولا معنى للنصر إذا ضاعت المؤسسات في المنافي والجدالات. فالأوطان لا تُبنى بالشعارات بل بالتكاتف والتنازل للحق وبالحكمة، والقوة الحقيقية في وحدة الصف وصدق النوايا".