في حلقة جديدة ومثيرة للجدل من برنامجها "وجهات نظر"، استضافت قناة عدن الفضائية نقاشاً معمقاً حول دور القبيلة في اليمن، محاوراً بين الأعراف السائدة ومقتضيات القانون.
البرنامج، الذي تعده وتقدمه الصحفية صفاء السويدي، تناول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية محورية تهم الشأن اليمني، مع التركيز على التحديات والفرص التي يطرحها النفوذ القبلي.
وشهدت الحلقة استضافة الدكتور حسن الفيفي دكتور بجامعة الملك سعود متخصص بالنقد الأدبي ، الذي ناقش جملة من الظواهر القبلية البارزة وتفاعلها مع النظام القانوني.
حيث شملت المحاور التي تطرق إليها البرنامج ظاهرة القطاع والتقطع القبلي في الطرق، متسائلاً عن موقف القانون منها وأسباب استمرارها في بعض القبائل.
كما تناول البرنامج ظاهرة الثأر وتداعياتها، مستعرضاً المفهوم القبلي المرتبط بها مثل مقولة "شفت الغريم وإلا ابن عمه".
لم يغفل النقاش دور المرأة في الأعراف القبلية، وكيفية نظرة العرف القبلي لها ومدى إنصافها، إلى جانب تحليل مفهوم "التحكيم القبلي" أو "التهجير"، ولماذا تلجأ إليه القبائل، وكيف يتوافق أو يتعارض مع النظام والقانون المعمول به. كما تم تسليط الضوء على آليات تنصيب شيخ القبيلة، وإيجابيات وسلبيات الأعراف القبلية المختلفة، وصولاً إلى أسباب تباين هذه الأعراف والشروع بين قبيلة وأخرى، مع عرض لأبرز النماذج والاختلافات.
البرنامج لم يقتصر على الشأن اليمني الداخلي فحسب، بل توسع ليشمل المحور الثالث الذي استضاف ضيفاً سعودياً، ركز على مدى تأثير الأعراف القبلية المشتركة بين المملكة العربية السعودية واليمن والدول المجاورة على تطبيق القانون، وحدود تجاوز هذه الأعراف.
وتطرق النقاش إلى أوجه التشابه في الأعراف القبلية بالمنطقة، وكيفية احترام هذه الأعراف في السعودية، ومدى تقديمها أحياناً على القانون في بعض الحالات.
يُقدم برنامج "وجهات نظر" بذلك تحليلاً شاملاً ومتعدد الأبعاد لظاهرة القبيلة، مساهماً في فهم أعمق لدورها المعقد في المجتمعات اليمنية والإقليمية.
