اختتمت مؤسسة سواعد الخير الإنسانية ومؤسسة ألف ياء إنسان، مؤخرًا، سلسلة من الفعاليات التدريبية والجلسات الحوارية النوعية التي أُقيمت تحت شعار: "بالإنسانية والسلام نرتقي وبالتسامح نعيش".
وجاءت هذه الفعاليات في إطار سعي المؤسستين لترسيخ ثقافة السلام والتسامح، وتعزيز مفاهيم التعايش وقبول الآخر في المجتمع.
وشهدت الورش حضور نخبة من الخبراء والمدربين والمتخصصين والناشطين في مجالات بناء السلام والتنمية المجتمعية، وأسهمت في خلق بيئة تفاعلية جمعت بين الرؤى الأكاديمية والخبرات الميدانية، بما يعزز من الوعي الجماعي بأهمية الحوار والعمل المشترك.
وشملت الفعاليات تنظيم ست ورش عمل متخصصة، تناولت قضايا جوهرية متعلقة بالسلام المجتمعي والتسامح وبناء الشراكات، وجاءت كالتالي:
1-"التسامح كأساس للتنمية المستدامة" – قدمتها الأستاذة ميعاد محمد جمن، والتي أكدت أن التسامح لا يعني التنازل عن الحقوق، بل يُعد أداة لرفع الوعي وتقوية الروابط الإنسانية.
2-"دور منظمات المجتمع المدني في صناعة السلام" – للمدرب محمد الشامي، الذي أوضح أهمية العمل المدني كقوة تغيير مجتمعية فاعلة، مشددًا على ضرورة التنسيق والتكامل لتحقيق الأثر المستدام.
3-"آليات تعزيز التفاهم بين الثقافات والمعتقدات" – للدكتور سند السعدي، الذي ناقش أهمية احترام التنوع والتعدد في بناء مجتمعات مستقرة وآمنة.
4-"استراتيجيات الحد من خطابات الكراهية وتعزيز الحوار الإيجابي" – للدكتورة تهاني التري، التي عرضت آليات عملية لمجابهة خطاب الكراهية وبناء ثقافة حوارية مسؤولة.
5-"تجارب ومبادرات ناجحة في السلام والعمل الإنساني" – للمستشار أحمد العداشي، الذي قدّم نماذج ملهمة لمبادرات مجتمعية ساهمت في تعزيز ثقافة السلم.
6-"آليات بناء الشراكات بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق السلام" – للدكتورة نظيرة العمادي، والتي شددت على ضرورة بناء شراكات فاعلة تعزز من الجهود الرسمية والمجتمعية في مجال السلام المستدام.
واتسمت الورش بجو من التفاعل والتفاهم بين المشاركين، الذين عبروا عن رؤى متنوعة وخبرات ثرية، مؤكدين على أن إشاعة ثقافة الحوار والتسامح هي الطريق الأمثل لمجتمع يسوده الأمن والسلام، وقد أجمعت مداخلات الحضور على أهمية العمل التشاركي كأداة فاعلة للتغيير وبناء الثقة المجتمعية.
واختُتمت الفعاليات بعقد جلستين حواريتين الأولى خُصصت لطرح آراء المشاركين وتوصياتهم، ضمن مساحة حوارية مفتوحة تُعلي من قيمة الاستماع والتفاعل البنّاء، كما هدفت الثانية إلى توثيق التوصيات وتحويلها إلى خطط تنفيذية قابلة للتطبيق، تمهيدًا لاعتمادها ضمن مبادرات مستقبلية تخدم السلام المجتمعي والتنمية الإنسانية.
وأكدت مؤسستا سواعد وألف ياء أن هذه السلسلة من الورش تمثل لبنة أولى نحو برامج أوسع وأكثر تأثيرًا في مجال بناء السلام، داعيتين الجهات الفاعلة كافة إلى الانخراط في دعم هذا التوجه وتبني خطاب يعزز التماسك المجتمعي ويرسخ القيم الإنسانية.