آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-01:22ص
أخبار وتقارير

قراءة تحليلية: الحوثي والتصعيد الإقليمي في ظل تراجع إيران

السبت - 12 يوليو 2025 - 08:23 م بتوقيت عدن
قراءة تحليلية: الحوثي والتصعيد الإقليمي في ظل تراجع إيران
(عدن الغد) خاص:

د.عبدالوهاب العوج


من قراءة الأحداث المتسارعة في البحر الأحمر و خليج عدن

اجد ان

المشهد العام والتطور الأخير و

في ضوء التصعيد الحوثي الأخير بالبحر الأحمر وبحر العرب، ووسط التراخي الأميركي النسبي، تتزايد دعوات إسرائيل لواشنطن من أجل استئناف الضربات الجوية ضد الحوثيين.

هذا التصعيد يفتح بابًا لتحليل أكثر عمقًا بشأن:


1. موقع الحوثيين داخل معادلة محور المقاومة.



2. قدرتهم على خوض معارك إقليمية في ظل تقهقر إيران.



3. الاتجاهات الدولية تجاه التصعيد.


وعنوان المرحلة ماذا بعد؟

في الصراع بين إسرائيل وايران وذراعها مليشيات

الحوثي الإرهابية– حيث اصبحت تمثل لإسرائيل خطر متصاعد في الجنوب ومن المؤكد

ترى إسرائيل أن الحوثيين باتوا تهديدًا مباشرًا، خاصة بعد العمليات البحرية التي أثرت على حركة السفن المرتبطة بميناء إيلات،

حيث

تضغط تل أبيب على واشنطن لاستهداف الحوثيين مجددًا، وتروج عبر إعلامها أن "الردع لا يتم إلا بالقصف الجوي الأميركي المباشر". و

هناك خوف إسرائيلي حقيقي من أن يتحول الحوثي إلى "حزب الله الجنوب".


والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هل الحوثي قادر فعلاً على التوسع؟ نعم، ولكن بشروط:

اولا من الملاحظ في السنوات الأخيرة انه قد حدث تغير و

لقد تراكمت خبرة قتالية كبيرة لدى الحوثيين واصبحو يمتلكون

سلاح متطور (صواريخ – مسيرات – سونارات بحرية وغيرها).


بنية أمنية محلية قوية.

وتصديره

لخطاب أيديولوجي تعبوي منظم بحرفية إيران و حزب الله و

لكن الحوثي الذي يعتمد كليا على الدعم اللوجستي والتقني من إيران و

قد تتأثر قدرته إذا واجهت إيران تقهقرًا داخليًا أو عزلة خارجية وتقلصت وسائل وطرق التهريب المستخدمة من قبل الميليشيات الحوثية والحرس الثوري الإيراني.


توسّعه الخارجي قد يفتح عليه جبهات داخلية كان يتجنبها سابقًا.


ان

تصعيد الحوثيين للوضع في البحر الأحمر تريد مليشيات الحوثي الإرهابية ان تقدم رسالة استراتيجية لا تهور عشوائي

و

الحوثي يرى نفسه انه لم يعد مجرد مليشيات مسلحة في جبال صعدة بل يرى نفسه انه أصبح قوة فاعلة إقليمية مستقلة جزئيًا عن ايران و حيث

يرى الحوثي نفسه طرفًا في الردع الإقليمي، ويستخدم العمليات البحرية كسلاح تفاوضي وضغط استراتيجي لتحقيق مكاسب مستقبلية اذا تبلورت خارطة سلام في اليمن يستطيع من خلالها توسيع نفوذه وسيطرته على اليمن.


لا يستهدف فقط سفن إسرائيلية، بل الملاحة المرتبطة بالدول الداعمة لإسرائيل، معتمداً على "غطاء نصرة غزة و فلسطين" كمبرر شعبي عالمي

و الذي

يعمل بتنسيق ضمني مع أطراف أخرى في المحور (كتائب حزب الله، فصائل عراقية موالية لإيران وبخاصة فصائل في الحشد الشعبي في العراق...الخ.).


ومن خلال متابعة الموقف الدولي وشكل المرحلة القادمة اجد ان أمريكا

مترددة في العودة للتصعيد الكامل بسبب الانتخابات النصفية القادمة واسباب اخرى، فهي

تميل إلى الردع المحدود المشترك مع بريطانيا دون تورط بري مباشر.


ومما يلاحظ ان الاتحاد الأوروبي

يبحث عن حماية مصالحه البحرية دون الدخول في مواجهة مفتوحة.


ونجد أن الصين وروسيا تراقبان المشهد ولا تتسرعان باتخاذ موقف واضح لاعتبارات عديدة… وقد تدعمان بقاء الحوثيين كشوكة في خاصرة النفوذ الغربي دون دعم معلن.


وارى أن مليشيات الحوثي الإرهابية بعد قصف إيران وتراجع قوتها


إذا قلنا ان إيران

قد تراجعت فعلا بشدة، فالحوثي سيواجه 3 مسارات:

1. التحول إلى لاعب مستقل بالكامل مع تقوية علاقاته بروسيا أو الصين أو تركيا.



2. الدخول في مرحلة "الاستنزاف البطيء" داخليًا وخارجيًا، إذا خسر الدعم التقني.



3. اللجوء إلى مفاوضات سياسية استراتيجية لإعادة التموضع بدلاً من التورط في مواجهة طويلة.


والخلاصة الاستراتيجية ان الحوثي اليوم ليس كما كان في 2015، بل أصبح فاعلًا سياسيًا وعسكريًا بصيغة هجينة.


تقهقر إيران سيؤثر… لكنه لن يُسقطه ما لم تُفتح عليه جبهات داخلية حقيقية.


المصلحة الدولية ليست في هزيمته الكاملة بل في "احتوائه دون إزالته" لغايات جيوسياسية.


---

د.عبدالوهاب العوج

أكاديمي ومحلل سياسي يمني