في تطور مأساوي لقضية تعذيب الطفلة "أفراح محفوظ المجنحي" ذات الخمس سنوات، عُثر صباح الأحد على والدها محفوظ المجنحي مشنوقاً على شجرة في منطقة عبدان بمديرية القفر بمحافظة إب، بعد أيام فقط من تفجر القضية التي هزّت الرأي العام.
وقالت مصادر محلية إن الأهالي عثروا على جثة المجنحي معلّقة على شجرة في مشهد صادم خاصة وأنه كان أحد المتورطين في الجريمة المروعة التي تعرضت لها ابنته، والتي شاركت فيها أيضاً زوجته (خالة الطفلة)، وفقاً لشهادات وشبهات أحاطت بالقضية منذ لحظة انفجارها إعلامياً.
وجاءت واقعة الانتحار بعد تصاعد غير مسبوق للغضب الشعبي والدعوات الحقوقية المطالبة بمحاسبة جميع المتورطين في جريمة تعذيب الطفلة "أفراح" والتي تعرضت لانتهاكات جسيمة على مدى أشهر، شملت الحبس في غرفة مظلمة والتجويع والحرق والتعذيب بأداة حادة، وهو ما أدى إلى إصابتها بكسور متعددة وحروق خطيرة، وسط صدمة طبية ومجتمعية.
وكانت قصة الطفلة قد تصدّرت عناوين الأخبار ومنصات التواصل، بعدما تمكّنت من الفرار إلى منزل خالها، الذي سارع بنقلها إلى مستشفى الثورة بإب في حالة صحية ونفسية حرجة، في ظل تجاهل كامل من الجهات المختصة الخاضعة للحوثيين التي لم تحرّك ساكناً لملاحقة الجناة أو تقديم الرعاية اللازمة للضحية.
ويرى ناشطون أن انتحار الأب لا يُغلق ملف الجريمة بل يُعمّق الحاجة لتحقيق قضائي شفاف وشامل، يكشف جميع ملابسات التعذيب ويقدّم المسؤولين عنه إلى العدالة، محذرين من محاولات طيّ القضية أو تسويق الانتحار كخاتمة لحالة رأي عام لم تهدأ بعد، خاصة في ظل استمرار تفشي جرائم العنف الأسري في مناطق سيطرة الحوثيين، دون رادع قانوني أو أخلاقي.