العلاج الطبيعي ضرورة ملحة في مواجهة تحديات الحرب والإعاقة
يبرز العلاج الطبيعي كأحد أهم التخصصات الطبية الحيوية في محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها (لحج، أبين، والضالع)، حيث تتزايد الحاجة إليه بشكل كبير في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. لم يعد العلاج الطبيعي مجرد رفاهية طبية، بل أصبح ضرورة قصوى لإعادة تأهيل آلاف المصابين جراء الحرب، وذوي الإعاقة، ومرضى الحالات المزمنة.. وحول معرفة وٱهمية العلاج ااطبيعي كان لنا لقاء مع أ/فاروق محمد أحمد كردة استاذ في معهد الدكتور امين ناشر للعلوم الصحية عدن.مسؤول شبكة العلاج الطبيعي في اليمن أطباء بلاحدود الفرنسية وهذا هو اانص ..
*ما هو العلاج الطبيعي؟
العلاج الطبيعي هو إحدى مهن الرعاية الصحية التي تُعنى بتقييم وعلاج الاضطرابات الحركية والوظيفية لدى الإنسان. يهدف أخصائيو العلاج الطبيعي إلى تخفيف الألم، وتحسين الحركة، واستعادة الوظائف الجسدية المتأثرة بالإصابات، أو الأمراض، أو الإعاقات. ويتم ذلك من خلال مجموعة من التقنيات والوسائل غير الجراحية وغير الدوائية، تشمل:
* التمارين العلاجية: وهي حجر الأساس في العلاج الطبيعي، وتشمل تمارين لتقوية العضلات، وزيادة المدى الحركي للمفاصل، وتحسين التوازن والتناسق.
* العلاج اليدوي: ويتضمن تقنيات مثل التدليك وتحريك المفاصل لتخفيف الألم وتحسين الحركة.
* استخدام الوسائل الفيزيائية: مثل الحرارة، والبرودة، والموجات فوق الصوتية، والتحفيز الكهربائي لتخفيف الألم والالتهابات وتعزيز الشفاء.
* التثقيف والتوعية: إرشاد المرضى وذويهم حول كيفية التعامل مع حالاتهم ومنع تفاقمها.
- ماهي أهمية العلاج الطبيعي في عدن والمحافظات المجاورة?
ٱهمية العلاج الطبيعي في عدن وغيرها تكتسب خدمات العلاج الطبيعي أهمية استثنائية في عدن والمناطق المحيطة بها للأسباب التالية:
1. تزايد أعداد مصابي الحرب: خلفت الحرب الدائرة أعداداً هائلة من الجرحى والمصابين بإعاقات حركية دائمة، بما في ذلك حالات البتر وإصابات النخاع الشوكي. وتعتبر مراكز العلاج الطبيعي وتركيب الأطراف الصناعية في عدن، مثل مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي، خط الدفاع الأول لهؤلاء لمساعدتهم على استعادة أكبر قدر ممكن من وظائفهم الحركية والاندماج مجدداً في المجتمع.
2. مركزية عدن الطبية: تعمل عدن كمركز طبي رئيسي للمحافظات المجاورة. حيث يفد إليها المرضى من لحج وأبين والضالع وحتى من مناطق أبعد لتلقي الرعاية الطبية المتقدمة، بما في ذلك جلسات العلاج الطبيعي المتخصصة التي قد لا تتوفر في مناطقهم.
3. التعامل مع الإعاقات المختلفة: لا تقتصر أهمية العلاج الطبيعي على مصابي الحرب، بل تمتد لتشمل ذوي الإعاقة نتيجة لأسباب أخرى مثل العيوب الخلقية، وحالات الشلل الدماغي لدى الأطفال، ومصابي الجلطات الدماغية، وحوادث السير.
4. علاج الأمراض المزمنة: يلعب العلاج الطبيعي دوراً هاماً في تحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل آلام الظهر والرقبة، وخشونة المفاصل، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
هل هناك تحديات واقعية يواجهه العلاج الطبيعي?
على الرغم من الأهمية الكبيرة، يواجه قطاع العلاج الطبيعي في عدن والمحافظات المجاورة تحديات جمة، أبرزها:
* نقص الكوادر المتخصصة: يعتبر العلاج الطبيعي من التخصصات الناشئة في اليمن، وهناك نقص واضح في عدد أخصائيي العلاج الطبيعي المؤهلين، مما يضع ضغطاً كبيراً على المراكز القائمة.
* قلة المراكز وتمركزها: تتركز معظم مراكز العلاج الطبيعي المجهزة بشكل جيد في عدن، بينما تفتقر المحافظات المجاورة إلى مراكز متخصصة، مما يضطر المرضى إلى تحمل عناء وتكاليف السفر.
* ضعف البنية التحتية والموارد: تعاني العديد من المرافق الصحية من نقص في الأجهزة والمعدات الحديثة اللازمة لتقديم خدمات علاج طبيعي متكاملة.
* الدعم المحدود: على الرغم من وجود بعض الدعم من منظمات دولية ومحلية، إلا أنه لا يزال غير كافٍ لتغطية الاحتياج المتزايد، وغالباً ما يكون في إطار مشاريع محددة المدة.
وفي المحافظات المجاورة، مثل أبين ولحج والضالع، غالباً ما تقتصر خدمات العلاج الطبيعي على مبادرات فردية أو أقسام صغيرة ضمن المستشفيات العامة، إن وجدت، وتعتمد بشكل كبير على تحويل الحالات المعقدة إلى عدن. كما تنتشر في بعض هذه المناطق ممارسات علاجية تقليدية مثل اللجوء إلى الينابيع الحارة، كما هو الحال في دمت بمحافظة الضالع، مما يعكس الحاجة إلى توفير خدمات علاج طبيعي حديثة ومبنية على أسس علمية.
-كيف يكون الارتقاء بالتعليم في مجال العلاج ااطبيعي?
يمثل الاستثمار في قطاع العلاج الطبيعي في عدن والمحافظات المجاورة، من خلال تأهيل الكوادر وتجهيز المراكز، استثماراً مباشراً في مستقبل وصحة المجتمع، وخطوة لا غنى عنها لمواجهة الآثار العميقة التي خلفتها سنوات الصراع.
إن الارتقاء بالتعليم في مجال العلاج الطبيعي من درجة الدبلوم العالي إلى البكالوريوس يمثل خطوة استراتيجية وحاسمة لتعزيز القطاع الصحي في عدن والمحافظات المجاورة.
بناءً على ما تفضلتم به، يمكن صياغة هذه الدعوة كالتالي:
مقترح ومبادرة لفتح مساق بكالوريوس العلاج الطبيعي في عدن
إلى من يهمه الأمر في وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي،
الموضوع: دعوة عاجلة للتعاون من أجل إطلاق برنامج بكالوريوس العلاج الطبيعي في عدن
انطلاقاً من الحاجة الماسة والمتزايدة لخدمات العلاج الطبيعي المتخصصة في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة، وفي ظل الدور المحوري الذي يلعبه هذا التخصص في إعادة تأهيل مصابي الحرب، وذوي الإعاقة، ومرضى الحالات المزمنة، نتقدم بهذه المبادرة.
الوضع الحالي:
يعد معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية المنشأة التعليمية الوحيدة في عدن التي تعمل على تخريج كوادر في مجال العلاج الطبيعي، ويقتصر برنامجه الحالي على درجة "الدبلوم العالي". وفي حين أن خريجي المعهد يبذلون جهوداً جبارة، إلا أن الحاجة تتطلب تأهيلاً علمياً ومهنياً أعمق لمواكبة التطورات الطبية وتلبية الاحتياجات المعقدة للمرضى.
الأهمية والضرورة لفتح مساق البكالوريوس:
* رفع الكفاءة والجودة: سيساهم برنامج البكالوريوس في تخريج أخصائيين ذوي معرفة علمية أوسع ومهارات سريرية متقدمة، مما ينعكس مباشرة على جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
* سد الفجوة في الكوادر المؤهلة: تعاني المنطقة من نقص حاد في أخصائيي العلاج الطبيعي الحاصلين على شهادة جامعية، وتأسيس هذا المساق هو الحل الجذري لهذه المشكلة.
* التوافق مع المعايير الإقليمية والدولية: سيضع هذا البرنامج خريجي عدن على قدم المساواة مع نظرائهم في المنطقة، ويفتح لهم آفاقاً أوسع للتطور المهني والأكاديمي.
* تعزيز دور عدن كمركز طبي: سيعزز وجود برنامج بكالوريوس من مكانة عدن كمركز رائد للتعليم الطبي والعلاج في اليمن.
دعوة للعمل المشترك:
ندعو إلى تضافر الجهود وتشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعمل بشكل عاجل على:
* وضع الأطر القانونية والأكاديمية اللازمة لاعتماد وإطلاق برنامج بكالوريوس في العلاج الطبيعي.
* الاستفادة من خبرة وبنية معهد الدكتور أمين ناشر كنواة أساسية لهذا البرنامج وتطويره.
* تصميم منهج دراسي حديث يلبي المعايير الدولية ويتناسب مع الاحتياجات الصحية المحلية.
إن الاستثمار في تعليم وتأهيل كوادرنا الصحية هو أفضل استثمار في مستقبل بلدنا. ونأمل أن تلقى هذه الدعوة استجابة سريعة وفعالة من جميع الأطراف المعنية، لما فيه مصلحة المواطن والوطن.
مبادرة معززة بالأدلة لإنشاء برنامج بكالوريوس العلاج الطبيعي في عدن، أسوةً بنموذج صنعاء الناجح
إلى من يهمه الأمر في وزارة الصحة العامة والسكان، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)،
الموضوع: دعوة عاجلة لتكرار نموذج النجاح في صنعاء وإطلاق برنامج بكالوريوس العلاج الطبيعي في عدن
بناءً على الحاجة الماسة لخدمات العلاج الطبيعي في جنوب اليمن، وبالاستناد إلى التقرير الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) حول تجربتها الرائدة في صنعاء، نجدد دعوتنا لضرورة العمل الفوري على سد الفجوة في كوادر العلاج الطبيعي المؤهلة في عدن.
الواقع يفرض نفسه:
* في عدن: يقتصر تأهيل كوادر العلاج الطبيعي على درجة "الدبلوم العالي" من معهد الدكتور أمين ناشر للعلوم الصحية، وهو ما لا يفي بالاحتياج المتزايد والمعقد للمرضى.
* في صنعاء: أقرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوجود "نقص حاد" في أخصائيي الأطراف الصناعية، وقامت بحل هذه المشكلة جذرياً عبر دعم إنشاء القسم الوحيد في اليمن لدرجة البكالوريوس في هذا التخصص بكلية العلوم الطبية التطبيقية، مع ورشة عمل متكاملة للتطبيق العملي.
المقارنة الواضحة تدعو للعمل:
إن ما قامت به اللجنة الدولية في صنعاء ليس مجرد مشروع، بل هو نموذج استراتيجي ناجح أثبت أن الحل المستدام لنقص الكوادر المتخصصة يكمن في الارتقاء بالتعليم إلى المستوى الجامعي (البكالوريوس).
-ٱستاد فاروق - إذا كان هذا النقص الحاد في تخصص دقيق كالأطراف الصناعية استدعى تدخلاً بهذا الحجم في صنعاء، فماذا عن النقص الحاد في تخصص "العلاج الطبيعي" الذي يخدم شريحة أوسع من المرضى في عدن وكل المحافظات المجاورة التي تعاني من آثار الحرب؟
دعوة لتطبيق النموذج الناجح في عدن:
ندعو كافة الأطراف المعنية، من وزارة الصحة والتعليم العالي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى:
* تبني هذا النموذج الناجح وتطبيقه في عدن لإنشاء برنامج بكالوريوس متخصص في العلاج الطبيعي.
* النظر إلى هذه المبادرة كأولوية قصوى لتحقيق التوازن في تطوير القطاع الصحي بين مختلف مناطق اليمن، وضمان حصول المواطنين في الجنوب على رعاية صحية عالية الجودة.
* الإسراع في تشكيل لجنة مشتركة لترجمة هذه الدعوة إلى واقع ملموس، وتدريب جيل جديد من الأخصائيين القادرين على إحداث فرق حقيقي في حياة الآلاف.
إن نجاح تجربة صنعاء يزيل أي شك حول جدوى هذا الاستثمار، ويضع على عاتقنا جميعاً مسؤولية تكراره في عدن.