آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-08:49م
أدب وثقافة

مأدبة الموت (قصة قصيرة)

الخميس - 17 يوليو 2025 - 02:06 م بتوقيت عدن
مأدبة الموت (قصة قصيرة)
بقلم / عصام مريسي

بدأ الوضع مرتبك واختلطت الملفات باتخاد سيادة الرئيس اجراءات استبعاد قيادات قبلية من قيادة الجيش ومن الحكومة فاجتمعت كثير من قيادة الدولة والجيش تبحث المخارج للوضع الذي تأزم وفي ديوان شيخ القبائل كان الإجتماع الذي وضعت فيه الخطط للخروج من ارتباكات المشهد وإذا بالشيخ يشير إلى العقيد الصاعد ويضع له الخطوط التي يسير عليها لتحقيق الهدف:

أنت من ستتولى تنفيذ حكم الإعدام

ينهض أحد الحضور من قيادة الجيش ويوضح أثر تنفيذ الأغتيال وانعكاسات الوضع مابعد الإغتيال:

لا تنسوا أن أخ الرئيس يترأس أكبر الألوية وأن نفذ الأغتيال سوف يحرك القوات باتجاه العاصمة وتنشب معركة بين قوات الجيش المؤيدة للرئيس والقوات المعارضة

ومن احدى زوايا الديوان ينطلق صوت أحد أعضاء المنتمين لمجلس الشورى:

يجب أن يبدأ الأغتيال بقائد اللواء حتى نضمن استقرار الأوضاع بعد التفيذ.

يتحدث الشيخ القبلي المسؤول عن الأجتماع ليشرح لهم خطة الاغتيال الذي سيكون أمن لو اتبعت الخطوات التي أعدت وأن هذا القرار قد صدر بمباركة اقليمية:

سيتولى تفيذ قرار الإعدام نائب رئيس الاركان وهو الصديق المقرب من الرئيس والمقدم الصاعد اللذين حازا ثقة الرئيس وأخوه وكل ذلك يسير تحت اشراف سفير السفارة الجارة.

حفظ الحضور أدوارهم وانصرفوا نحو مقرات القيادة للدولة والجيش وكان الرئيس كعادته اول من يحضر ديوان الحكم فإذا بنائبه رئيس الاركان يقبل متأخرا وكعادة الرئيس يذاعبه :

أيش راحت عليك نومة .. عرست ليلة البارحة

بارتباك يجيب النائب المقرب ويعينيه تتخبطان في انحاء غرفة المكتب الذي يجلس فيه الرئيس:

لا يا سيادة الرئيس كنا نعد لاجراءات سفرك إلى العاصمة المجاورة ومعي العقيد

يقاطع الرئيس الحديث بشئ من الدعابة:

مابدري أيش معكم هذه الأيام ما بتتفارقوا أنت والعقيد

طرق على الباب مكتب الرئيس يسمح له الرئيس بالدخول:

ادخل ياعقيد قد أن داري

يتصبب العرق من على جبين رئيس الاركان ظنا منه أن الرئيس على علم بخطة الأغتيال فيسأل في خوف وقلق وارتباك:

ما أنت داري به يا رئيس

يتقدم العقيد ويلقي التحية ويرى الأرتباك على ملامح النائب فيبادر لتغير الحوار :

سيادة الرئيس كل شئ جاهز لسفركم وقد أرسلنا برقية إلى خارجية دولة الجوار وجاء الرد بجاهزيتهم لاستقبالكم

يتنفس رئيس الاركان الصعداء وهو يمسح عرقه المتصبب على جبينه محاولا تمرير بداية الخطة المتفق عليها:

سيادة الرئيس اليوم بمناسبة قرب السفر أم العيال قد جهزت غذاء لتوديعكم وانت عارف أن حرمتي أفضل وحدة في العاصمة بتطبخ السلته ( إدام مطبوخ من اللحم والحلبة والخضار )والعصيد.( طحين الحبوب الممزوج بالحليب الرائب) .

الرئيس مازحا مع نائبه،:

طبعا العقيد مدعو على الغذاء

يجيب النائب والغدر يسيطر على ملامح وجهه ويتجلى في بريق عينيه التائهتان في نواحي المكتب:.

بالتأكيد العقيد هو نجم المأدبة

يرن هاتف المكتب يرفع مدير مكتب الرئيس السماعة يحاور المتحدث الذي يطلب الكلام مع سيادة الرئيس فيتوجه مدير مكتب الرئيس بالحديث إلى الرئيس:

سيادة الرئيس كريمتكم على الهاتف تطلب الحديث معكم

يتحدث الرئيس إلى أخته:

كيف حالك يا أختي

تجيب الأخت :

بخير .. اليوم الغذاء عندنا جهزنا الغذاء الي تحبه

سيادة الرئيس:

اليوم لا ..خليها بكره قبل السفر .. اليوم أنا معزوم في بيت أخي رئيس الاركان انا وقادة القبائل والجيش

الأخت مبديه قلقها:

لا تروحش .. أنا قلقه عليك .. وقد اتصلت بأخوك ما بيردش عليه.

يجيب الرئيس والنائب والعقيد في قلق مما يسمعهاه من أطراف حديث الرئيس مع أخته خوفا من عرقلة تنفيذ خطة الأغتيال التي اشتركا في تدبيرها مع القادة القبليين والعسكرين المعارضين له ؛:

لا تقلقيش.. انا الأن باتواصل معه أعرف مكانه

يقاطع رئيس الاركان الحديث وبسرعة يتوجه بتكرار الدعوة للرئيس للمغادرة لتناول وجبة الغذاء حتى لا يتاخروا على المدعوين:

علينا المغادرة حتى لا نتأخر على الضيوف الذي سبقونا

الرئيس يعتذر لبعض الوقت الذي سيزور فيه بيت اخته وأخوه الكبير ثم يتفقد زوجته وأولاده ،:

سوف اتاخر قليل باعرج على بيت أختي وإخي اسلم عليهما لأني قد أسافر دون لقائهما ثم اتوجه نحو بيتي سريعا.

العقيد يؤكد على حضور الرئيس المادبة:

سيادة الرئيس لا تتاخر عن الحضور

بثقة يجيب الرئيس:

أكيد سوف أحضر ولن افوت السلتة من يد أختي الغالية

يغادر الرئيس إلى بيت اخوه يسلم عليه وبعد إلحاح يتناول لقيمات يجبر بها أخته وزوجة أخيه وهو يعتذر لانه سوف يضطر للاكل مرة أخرى مجاملة للنائب وزوجته. ثم يغادر منزل اخوه نحو بيته وعند وصوله وعلى عتبة الباب يتقدم أبناؤه الأربهة الأولاد الثالثة وبنته لأحتضانه وتقبيل يظيه وهم يرددون ،:

أبي لا تسافر سوف نشتاق لك كثيرا

يحاول الرئيس ان يطمئن الصغار،:

لا تقلقوا صغاري سوف اعود ونجلس مع بعض نلعب وساروي لكم قصص جميلة عن الثورة وانتصار الجمهورية.

تتقدم زوجته تدعوه لتناول الغذاء الذي اعدته:

اجلس حتى تتناول الغذاء معنا يتقدم نحوها ويقبل جبينها وهو يعتذر:

أعرف أني مقصر معك لكنه الوطن ياعزيزتي

قبل أن يغادر البيت عيون صغاره تنظر إليه في حزن وخوف وزوجته لم تستطع اخفاء قلقها عليه وهي تكرر طلبها بعدم مغادرته:

ابقى اليوم معنا واعتذر عن كل مواعيدك

تجري نحوه ابنته الوحيدة وهي تبكي :.

ابي لا تغادر سوف اشتاق إليك

تحاول الزوجة كفكفت دموعها حتى لا توصل رسالة القلق إلا نفوس صغارها فتهيج خوفهم وقلقهم على والدهم وهي تردد:

انتبه لنفسك .. احذر الخونة .. لا تثق بمن حولك ثقة عمياء

يحاول اضفاء روح المرح باسلوبه المعتاد ليزرع الإطمئنان في نفس زوجته وقلوب أولاده:

لا تخافي عليه ياعزيزتي الأسد ما بيخوفوه الفئران

اولاده يحيطون به من كل جانب يقبلونه وزوجته تقترب منه تعانقه وكأنه اللقاء الأخير ثم ينصرف يسير بخطى مثقلة تدفعه رغبته في انجاز الأعمال المتراكمة للدولة الملقاة على عاتقه وتأسره اللحظات الجميلة التي يقضيها مع زوجته واولاده.

يغادر متجها لتلبية الدعوة إلى المأدبة المسمومة بالخيانة والغذر وقلب زوجته واولاده ومحبيه يساورها الخوف والقلق من المأدبة المزعومة

وبعد مغادرته يحضر ضابطان يطلبان الدخول لمقابلة الشقيق الأكبر للرئيس .يدخل ابنه يطلب الإذن بدخول الضيوف:.

ابي هناك على الباب ضابطان يطلبان الإذن بالدخول لأمر هام

يجيب شقيق الرئيس:

استقبلهم وافتح لهم ديوان البيت

يجلس الضابطان وبسرعة يبلغان الرسالة:

يا قاضي:

الامر هام هناك مخطط لاغتيال الرئيس على ثلاث محاور إما قتله في مأدبة الغذاء او اقتحام منزله او اثناء سفره إلى الجوار عليك تنبيه الرئيس أن لا يلبي دعوة الغذاء اليوم ولا ينام في بيته ويغير موعد سفره او يتخذ وسيلة أخرى للسفر غير الطائرة

ينهض القاضي شقيق الرئيس من مكانه ويسارع للاتصال إلى بيت الرئيس فتجيبه زوجته:

اين الرئيس؟

تجيب الزوجة :

خرج لحضور دعوة الغذاء في بيت رئيس الأركان

بدون شعور تنطلق عبارات من فم شقيقه:

او قد قتلوه

تستفهم الزوجة عن العبارة:

ما بتقصد يا ابن عمي

يحاول الشقيق موارة الأمر:.,

لا تقلقيش .. الامر سهل

الزوجة :

كان قلبي حاسس أن في الأمر ريبة.. قد قلت له لا تروحش

يصل الرئيس بسيارته مع حارسيه الشخصيات إلى منزل رئيس الاركان يبقى الحارسان على السيارة يدخل يسلم على الجمع الحاضر ويجلسون على مائدة الغذاء وقبل أن ينهض الرئيس من مكانه يقدم العقيد نحوه حتى يقترب منه ويتقدم أكثر حتى يلتصق فيه بأذنه ليخبره بأن عليهم مقابلة رئيس القبائل الذي لم يتمكن من الحضور لوعكة صحية المت به فيغادران من الباب الخلفي ليخرج العقيد مسدسه ويفرغ محتواه في جسد الرئيس والرئيس يوجه بصره إليه وهو يساله :

لماذا قتلتني

يجيب الضابط الصاعد:

إنها الاوامر

ثم يبدي رغبته التي طالما كان يحاول إخفاؤها في وصوله إلى كرسي الرئاسة:

وحقي أن اكون أنا القائد الأعلى للبلاد

تم يتبع الرصاصات التي استقرت في جسد الرئيس بطعنات من جنبيته حتى تفارق روح الرئيس جسده ويسقط على الأرض يقوم المتأمرون الذين كانوا حاضرين بوضع جسده الذي فارقته الروح برصاصات الخيانة في سيارة كان جسد اخيه ملقى على جانب منها ملطخ بدمائه فتغادر السيارة مسرعة تاركة المكان ويعود الضابط الصاعد إلى الحضور يطلب منهم المغادرة:

عذرا أيها السادة الرئيس انشغل بأمر هام غادر المكان.. عليكم المغادرة .. شكرا لكم على الزيارة.

بعض الحاضرين الذين كانوا على علم بالمؤامرة يوجه بصره نحو بعضهم البعض وهم يهمسون:

نجحت الخطة

يغادر الجمع المكان البعض على علم بتفاصيل مخطط الإغتيال والبعض لا يدري شئ

غصت المدينة في سبات ظلام قاتم وهي تستقبل نبأ اغتيال الرئيس بأيادي غاذرة أثمة غير معلومة وساد الحزن كل بيوت المدينة والمدن الأخرى والعزل والقرى ونزلت عبارات المذيع الذي قدم التعزية كهزات وزلازل أرضية زللت معها كل أحلام الناس المتأملة تحقيق المزيد من الإنجازات

عصام مريسي