وجّه أهالي ومشايخ وأعيان عزلة حدة السوائل بمديرية صبر الموادم في محافظة تعز، مناشدة عاجلة إلى وزير الأوقاف والإرشاد، الدكتور محمد عيضة شبيبة، للتدخل الفوري ووقف ما وصفوه بـ"العبث الخطير" في ملف مياه غيول جامع الأشرف، الذي يعد المصدر المائي الوحيد والحيوي للمنطقة.
واتهم الأهالي، في بيان رسمي، مكتب الأوقاف بمحافظة تعز بإصدار عقود إيجار جديدة لبعض المنتفعين بطريقة مفاجئة وبدون أي مسوغات قانونية، متجاوزًا بذلك الأعراف المجتمعية والعقود التاريخية التي تنظّم عملية الانتفاع بالمياه منذ مئات السنين.
أشار البيان إلى أن هذه التصرفات تسببت في انقطاع المياه عن مئات الأسر، إلى جانب حرمان جامع الأشرف التاريخي منها، ما أشعل حالة من التوتر والاستياء الشعبي، وسط مخاوف من انزلاق الأمور نحو فتنة مجتمعية تهدد السلم الأهلي والعيش المشترك في المنطقة.
وطالب أبناء المنطقة وزير الأوقاف بإلغاء جميع العقود المستحدثة فورًا، ومحاسبة المسؤولين عن هذه "الفوضى" إداريًا وقانونيًا، مؤكدين أن ما حدث "لم يسبق له مثيل حتى في عهد الدولة الإمامية"، ويشكّل خطرًا حقيقيًا على التماسك الاجتماعي وحق السكان في موردهم التاريخي.
وشدد الأهالي على أن مياه غيول الأشرف محكومة بعقود عرفية موثقة منذ عشرات السنين، وأن المساس بها يُعد تعدّيًا صريحًا على الحقوق المتوارثة. كما دعوا الوزارة إلى احترام العوائد الرمزية التي جرى الاتفاق عليها تاريخيًا والالتزام بما ورد في سجلات الدولة الرسمية.
وحذّر البيان من تجاهل هذه المطالب، مؤكدًا أن استمرار الوضع دون تدخل جاد قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي يصعب السيطرة عليه.
وطالب أبناء "حدة السوائل" بإيفاد لجنة وزارية عاجلة للنزول إلى المنطقة للتحقيق في ما وصفوه بـ"الانتهاكات"، وإعادة الأمور إلى نصابها بما يتوافق مع التقاليد والعقود الراسخة التي نظّمت العلاقة بين السكان ومكتب الأوقاف لعقود طويلة.