آخر تحديث :الأحد-27 يوليو 2025-01:39ص
حوارات

من فصول النور.. هناء رمضان: حين تتحول المرأة إلى مشروع حياة لخدمة الآخرين

السبت - 26 يوليو 2025 - 08:07 م بتوقيت عدن
من فصول النور.. هناء رمضان: حين تتحول المرأة إلى مشروع حياة لخدمة الآخرين
حاورها / محمد وحيد المقطري

حوار أجرته صحيفة عدن الغد مع الناشطة المجتمعية هناء رمضان، التي اختارت أن تضيء زوايا المعاناة في محيطها بجهدها الذاتي وعزيمتها الفولاذية. من تعليم النساء القراءة والكتابة، إلى تمكينهن بالمهارات الحرفية، ومن دعم الأسر الفقيرة، إلى إحياء قيم الخير.. رحلة امرأة لم تكتفِ بالحلم بل ترجمته إلى عمل يومي مستمر.


س1: عرفينا عن نفسك وطبيعة عملك؟


ج1: اسمي هناء رمضان، رئيسة مبادرة "ميار الإنسانية التنموية". طبيعة عملي تنموية تعليمية، أقوم بدورات لمحو الأمية ومساعدة النساء على القراءة ومن ثم حفظ القرآن، إضافة إلى دورات في الخياطة وصناعة البخور. وبما أنني معلمة لغة إنجليزية، أُقدم دورات تأسيس وتقوية في اللغة. كما أُشرف على ورش أساسيات الكهرباء وتركيب الألواح الشمسية، وأوزع المساعدات التي تتوفر لي من ملابس ومواد غذائية وأضاحٍ، مع الالتزام بعدم التصوير إلا بطلب من الجهة الداعمة.


س2: هل ما زلتِ مستمرة في النشاط المجتمعي؟


ج2: بالتأكيد، لأنني أعتبر العمل الخيري مبدأ لا بد أن يتخذه الجميع، كلٌ حسب استطاعته، حتى ولو بابتسامة أو كلمة طيبة.


س3: هل لديك أمثلة لناشطات مجتمعيات في العالم؟


ج3: الأمثلة كثيرة، لكن أكتفي بذكر الإعلامية العالمية أوبرا وينفري كنموذج ملهم.


س4: ما هي أبرز التحديات التي تواجه ناشطات المجتمع في بلدك؟


ج4: من أبرز التحديات قلة الدعم، غياب المصداقية لدى بعض الممولين، والنفاق والمحاباة. أيضًا هناك تحدٍ مؤلم حين تُجبَر على الاختيار بين مبدئك ومصلحة آنية، أو حين يسقط البعض من قوائم الدعم فيُصبحون خصومًا. أنصحهم دائمًا بالتحلي بالإيمان.


س5: كيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟


ج5: بالإرادة والتأقلم مع الإمكانيات المتاحة، مهما كانت بسيطة. النجاح لا يتطلب الكثير من المال، بل الكثير من الإصرار.


س6: كيف يمكن للناشطات تعزيز دورهن المجتمعي بشكل مستدام؟


ج6: عبر مشاريع تنموية مستمرة، تبدأ بفكرة وتنتهي بتغيير حياة. مثلًا، عندما تُمنح امرأة ماكينة خياطة، تبدأ مشروعها وتصبح معيلة لأسرتها. كذلك من خلال تعليم الآخرين ونقل الخبرات ورفع الوعي.


س7: ما هي أبرز الأعمال التي يحتاجها المجتمع اليوم؟


ج7: المجتمع بحاجة للكثير، لكني أذكر الأستاذة سحر الهاشمي، رئيسة مؤسسة إحسان التنموية، كنموذج للصدق والاجتهاد في هذا المجال.


س8: ما دور الجهات المختصة؟ وهل هناك تعاون؟


ج8: نعم، هناك تنسيق وتعاون مع بعض الجهات، وإن كنا نطمح إلى المزيد من الدعم والتنظيم.


س9: ما الذي دفعكِ لتصبحِ ناشطة مجتمعية؟


ج9: دافعي كان الإحساس بالمسؤولية. وأؤمن أن "فاقد الشيء لا يعطيه" مقولة خاطئة؛ فالفاقد يعطي أحيانًا أكثر من غيره، لأنه يشعر بالحرمان فيسعى لتعويضه لدى الآخرين.


س10: ما هي رسالتك للمجتمع؟


رسالتي هي: كفّوا عن الشكوى، واتحدوا على الخير. السعادة الحقيقية ليست في الدنيا، بل في الجنة. هنا نزرع لنُجزى هناك. أسعد فقيرًا، أطعم جائعًا، عالج مريضًا، ستر محتاجًا.. كونوا خلفاء الله في الأرض. كلنا سنرحل، فلنترك بصمة.


وفي ختام هذا الحوار، تتقدم الناشطة هناء رمضان بجزيل الشكر والتقدير للأستاذ الإعلامي محمد وحيد المقطري على جهوده في إنجاز هذا اللقاء، كما خصّت بالشكر "مؤسسة أبوحاتم بانافع" على دعمها الصادق للمشاريع، و"مؤسسة الهجرة" وفريقها المميز على تنظيمهم وانضباطهم، واصفة إيّاهم بأنهم "يمنحون الدعم بكرامة".


حفظ الله الجميع، وأدام في هذا الوطن منارات الأمل كـ"هناء رمضان"..