حذر الدكتور أسامة ناشر من أزمة متصاعدة تهدد مستقبل خريجي كليات طب الأسنان، بسبب التشبع الكبير في سوق العمل وعدم قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين سنويًا.
وفي منشور له، أوضح الدكتور ناشر أن عدد خريجي كليات طب الأسنان في مصر وحدها يبلغ أكثر من 12 ألف طالب سنويًا، بينما لا يحتاج السوق سوى 6 آلاف طبيب فقط، ما يعني أن الآلاف معرضون للبطالة أو للعمل تحت ظروف مجحفة بأجور متدنية، نتيجة للعرض الزائد واستغلال المؤسسات الطبية لذلك.
وأشار إلى أنه ناقش هذا الملف مع أحد الأساتذة الجامعيين الذين يواصلون دراستهم التخصصية في ألمانيا، والذي كشف أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يعود إلى أن كثيرًا من الطلاب المتقدمين لكليات طب الأسنان لم تكن تلك رغبتهم الأولى، بل تم توجيههم إليها بعد تعذر القبول في كليات الطب البشري ذات الشروط الأكثر صرامة.
وأضاف أن هذه الأزمة قد تكون مرشحة للتمدد إلى دول أخرى، مثل اليمن، حيث أصبحت الجامعات تستقبل الطلاب بدون اشتراط معدلات مرتفعة أو اختبارات قبول صارمة كما كان عليه الحال سابقًا، ما يُضعف من جودة التعليم ويرجّح الكمية على النوعية.
ونوّه الدكتور أسامة إلى أن هذا التوسع غير المنظم في قبول الطلاب قد يخلق فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، ويُساهم في تراجع كفاءة الخريجين وانتشار مظاهر الاستغلال في سوق العمل الطبي.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور أسامة إلى ضرورة إعادة النظر في سياسات القبول الجامعي، وتحديد نسب القبول وفقًا لحاجة السوق الفعلية، بما يضمن تخريج أطباء مؤهلين علميًا ويحظون بفرص عادلة في التوظيف.