نشرت جماعة الحوثي، تسجيلًا مصورًا يُظهر عددًا من أفراد طاقم سفينة الشحن "إيتيرنيتي سي" التي أغرقتها الجماعة في وقت سابق من الشهر الجاري في البحر الأحمر، في أحدث تصعيد ضمن حملة بحرية تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل.
ويظهر في الفيديو عدد من الرهائن وهم يتلقون الرعاية الطبية داخل منشأة قالت الجماعة إنها مستشفى، بينما يُجرى معهم مقابلات أمام الكاميرا، عبّروا خلالها عن ندمهم لوجهة السفينة المفترضة نحو ميناء إيلات الإسرائيلي، داعين باقي السفن إلى الامتناع عن الإبحار إلى إسرائيل.
وقال بعض أفراد الطاقم إنهم سمعوا أن السفينة قد تتوقف في ميناء إيلات بعد محطة في جدة، بينما أكد آخرون أن القبطان أبلغهم فعليًا بوجود وجهة نحو الميناء الإسرائيلي، وهو ما اعتبروه مبررًا للهجوم الذي تعرّضوا له، وسببًا رئيسيًا في معاناة الشعب الفلسطيني، حسب تعبيرهم.
وقال أحد الرهائن: "نرجوكم أن توقفوا أي تجارة أو معاملات مع إسرائيل، لأن البحر الأحمر آمن، لكن إن كانت لكم تعاملات مع إسرائيل فستقعون في مشكلة". وأضاف آخر: "نأسف للشعب الفلسطيني، خاصةً الأطفال الذين أُصيبوا. نحن آسفون لما حدث".
ويختتم الفيديو بمشهد جماعي لأفراد الطاقم وهم يواجهون الكاميرا ويقولون بصوت موحد: "نحن آسفون، يا فلسطينيين"، في مشهد يحمل طابعًا دعائيًا واضحًا، وفق مراقبين.
الهجوم على السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة يونانية، وقع في 8 يوليو أثناء إبحارها من بورسعيد إلى جدة، وأدى إلى مقتل أربعة من طاقمها، في أكثر الهجمات دموية التي تشنها جماعة الحوثي منذ أكثر من عام، باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف "آر بي جي".
وتمكّنت قوة المهام البحرية الأوروبية من إنقاذ أربعة من أفراد الطاقم، في حين لا يزال آخرون في عداد المفقودين، بينما أكدت مصادر حوثية احتجاز عشرة منهم كرهائن.
وتأتي هذه التطورات ضمن الحصار البحري الذي أعلنته جماعة الحوثي على إسرائيل في نوفمبر 2023، عقب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، حيث شنت الجماعة منذ ذلك الحين سلسلة من الهجمات على سفن تزعم ارتباطها بإسرائيل أو بوجهات إسرائيلية، دون اعتبار لجنسيات أو ملاك السفن.
وفي حين تصف الجماعة عمليات الاحتجاز بـ"الإنقاذ"، تتهم الولايات المتحدة جماعة الحوثي بارتكاب عمليات اختطاف وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
