في خطوة فجّرت موجة غضب داخل الأوساط الأوروبية، أثارت صفقة سياسية واقتصادية مفاجئة بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدلاً واسعاً، بعدما تم التوصل إليها خلال لقاء غير رسمي في ملعب الغولف الشهير "ترنبيري".
الاتفاق، الذي كان من المفترض أن يكون شراكة تجارية متوازنة، تحوّل إلى صفقة أحادية الجانب، منحت الولايات المتحدة امتيازات واسعة النطاق على حساب مصالح الاتحاد الأوروبي، ما اعتبره مراقبون "تخلياً مهيناً عن السيادة الاقتصادية" و"رضوخاً لمطالب واشنطن".
وبينما ظلت الرسوم العقابية الأميركية على المنتجات الأوروبية قائمة، تعهدت فون دير لاين – رغم افتقارها لأي صلاحيات قانونية – بضخ 600 مليار دولار من الاستثمارات الأوروبية في السوق الأميركية، في خطوة وصفها البعض بأنها "رشوة سياسية" أو "انتحار اقتصادي جماعي".
الصفقة، التي لم تُوقّع بعد بشكل رسمي، أثارت قلقاً كبيراً في أروقة الاتحاد، خاصة مع تغييب ملفات حيوية مثل قطاع الأدوية والفولاذ من المفاوضات، في وقت تُفتح فيه الأسواق الأوروبية على مصراعيها أمام المنتجات الأميركية دون ضمانات متبادلة.
تقارير كشفت أن ضغوطاً مارستها شركات تكنولوجيا كبرى وصنّاع السيارات، لا سيما من ألمانيا، لعبت دوراً حاسماً في دفع بروكسل نحو هذا المسار، وسط تواطؤ من بعض العواصم الكبرى مثل برلين ودبلن.
ورغم الضجيج، ما تزال الصفقة في مراحلها الأولية، وهو ما يمنح البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء فرصة تاريخية لإعادة النظر، وإما تصحيح المسار أو تثبيت لحظة فارقة في التاريخ الأوروبي: لحظة فقدان القرار والاستقلال، على مائدة غولف وابتسامة ترامب.