شهدت مدينة القدس صباح اليوم الأحد توتراً كبيراً، إثر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى برفقة عشرات المستوطنين، تحت حماية أمنية مشددة، تزامناً مع ما يُسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل"، في خطوة أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية.
ونقلت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال أغلقت أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين منذ ساعات الفجر، لتأمين اقتحام المستوطنين، الذين تدفقوا بأعداد كبيرة على شكل ستة أفواج متزامنة، بمعدل فوج كل عشر دقائق، ما أدى إلى اكتظاظ المنطقة الشرقية من المسجد.
ورصدت الكاميرات أداء طقوس ما يُعرف بـ"صلاة بركة الكهنة" من قِبل جماعات المستوطنين، ليس فقط في الزاوية الشرقية كما جرت العادة، بل امتدت طقوسهم لتشمل مناطق أوسع داخل ساحات المسجد، في تطور خطير اعتبره مراقبون تجاوزاً للخطوط الحمراء.
وأفادت تقارير بأن المقتحمين تعمدوا رفع أصوات صلواتهم وأهازيجهم، فيما سُمع صدى غنائهم الاستفزازي على امتداد الطريق بين باب المغاربة والمنطقة الشرقية للأقصى، وسط حماية مكثفة من قوات الاحتلال.
في سياق متصل، شارك بن غفير مساء أمس في مسيرة ليلية استفزازية للمستوطنين عند باب القطانين، أحد أبواب الأقصى، حيث أطلق خلالها تصريحات عدائية قال فيها: "نحن لا نكتفي بالحِداد، بل نفكر في بناء الهيكل، وفرض السيادة على المسجد الأقصى، وسنكرّر ذلك في غزة أيضاً."
وبالتوازي مع هذه الأحداث، فرضت قوات الاحتلال منذ مساء السبت طوقًا أمنيًا مشددًا في القدس، وأغلقت عدة طرق رئيسية، خاصة المؤدية إلى باب الأسباط وباب المغاربة. وتسببت الإغلاقات بأزمات مرورية خانقة في شوارع بلدة سلوان.
كما انطلقت مسيرة أخرى للمستوطنين من غربي القدس نحو حائط البراق، رافعين الأعلام الإسرائيلية، وسط تعزيزات أمنية ضخمة، وصلت ذروتها عند منطقة باب الأسباط، واستمرت الإجراءات المشددة حتى ساعات ما بعد منتصف الليل.
هذا التصعيد الخطير يأتي في ظل تزايد الاقتحامات المنظمة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى، ما يهدد بتفجير الأوضاع في المدينة المقدسة، ويثير المخاوف من موجة جديدة من التوترات.
