أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، في منشور على حسابه الرسمي في "فيسبوك"، أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة اليمنية والبنك المركزي لضبط وتصحيح قيمة العملة الوطنية تمثل نجاحًا بارزًا، حتى وإن اقتصر أثرها على وقف التدهور الحاد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
ووصف نعمان ما حدث بأنه "محطة مهمة" كان يمكن البناء عليها لمراجعة شاملة للأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية، داعيًا إلى استخدام مزيج متوازن من الأدوات الاقتصادية والإدارية، دون أن تطغى الأخيرة على الأولى.
وأشار السفير اليمني إلى أن النتائج المتسارعة للإجراءات الأخيرة تتطلب وقفة تقييم حقيقية من قبل الجهات المختصة، لبحث مدى تأثير الفساد والعوامل الاقتصادية العامة على تدهور العملة. وتساءل: "هل كان الفساد وحده سبب التدهور، أم أن الوضع الاقتصادي العام لعب دورًا جوهريًا؟"، مشددًا على أن تحديد هذه الأسباب بدقة هو ما يمنح خطوات التصحيح معناها الحقيقي.
وحذر نعمان من الميل المفرط إلى الأدوات الإدارية في إدارة الاقتصاد، موضحًا أن هذه الأدوات تصلح لمحاربة الفساد والتلاعب، لكنها غير كافية لضبط الأداء الاقتصادي على المدى الطويل، حيث أن ذلك يتطلب أدوات مالية ونقدية تضمن استدامة النمو.
وأكد أن استمرار الاعتماد على الأدوات الإدارية قد يؤدي إلى تقليص دور القطاع الخاص في المجال النقدي، ويقود إلى شكل من الاقتصاد الموجه، وهو ما طالما استخدمه الحوثيون للمزايدة على الحكومة. وأشار إلى تحذير محافظ البنك المركزي من أن السعر الذي يتم فرضه إداريًا لا يستند إلى أسس اقتصادية حقيقية.
واختتم نعمان منشوره بالتأكيد على أهمية مواصلة الحكومة والبنك المركزي التشاور مع كافة المعنيين بالشأن الاقتصادي، بعيدًا عن الخطاب الإعلامي الصدامي، ودعا إلى احترام الآراء الناقدة باعتبارها جزءًا من التفاعل الإيجابي مع أي خطوة إصلاحية، لضمان الوصول إلى مسار اقتصادي سليم يعكس تطلعات المواطنين وتضحياتهم.
أخبار وتقارير
تصريحات صادمة لعبدالعظيم الحوثي تثير موجة غضب واسعة: دعوات للتحقيق ورفض شعبي للتمييز السلالي ...
