يُعدّ السمسم من البذور الطبيعية الغنية بالعناصر الغذائية التي تعزز صحة الإنسان وتحميه من العديد من الأمراض المزمنة، وقد كشفت دراسات حديثة عن فوائد مذهلة لهذه البذور الصغيرة، خصوصًا في دعم صحة القلب، خفض الكولسترول، وتحسين التوازن الهرموني، فضلاً عن دورها الفعّال في الوقاية من الشيخوخة المبكرة.
تحتوي بذور السمسم على نسبة عالية من الزيوت الصحية تصل إلى 55%، إلى جانب 20% من البروتين، كما أنها مصدر مهم للألياف والمعادن الحيوية مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، الحديد والزنك، بالإضافة إلى الفيتامينات الأساسية كفيتامين E ومجموعة فيتامين B، ومضادات أكسدة قوية تساهم في حماية خلايا الجسم من التلف.
تشير الأبحاث إلى أن السمسم يحتوي على أعلى نسبة من مركب "الفيتوستيرول" بين مختلف أنواع البذور، وهو مركب طبيعي يساعد على خفض الكولسترول الضار في الجسم وتعزيز الكولسترول الجيد، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب والأوعية الدموية. كما أن تناول كمية يومية منتظمة من السمسم، بمعدل حفنة صغيرة، قد يساهم في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ وتحسين توازن الدورة الدموية.
إلى جانب ذلك، يعزز السمسم من صحة العظام بفضل احتوائه على الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يجعله غذاءً مثاليًا للوقاية من هشاشة العظام، خاصة مع التقدم في السن. أما على صعيد التوازن الهرموني، فقد أظهرت دراسات أن مادة السيسامين الموجودة في السمسم تتحول داخل الأمعاء إلى مركبات شبيهة بهرمون الإستروجين، وهو ما يجعله مفيدًا للنساء خلال المراحل الحساسة من حياتهن مثل ما قبل انقطاع الطمث.
السمسم أيضًا يلعب دورًا إيجابيًا في التحكم بالشهية وزيادة الإحساس بالشبع، مما يساعد على التحكم بالوزن بطرق طبيعية، إضافة إلى مساهمته في تحسين جودة النوم وتقليل التوتر بفضل مكوناته المؤثرة على الجهاز العصبي.
وبفضل مضادات الأكسدة التي يحتويها، يعمل السمسم على تأخير علامات التقدم في السن، ويقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والقولون، ما يجعله عنصرًا غذائيًا لا غنى عنه في النظام الغذائي اليومي.
ختامًا، يمكن إدخال السمسم بسهولة إلى الوجبات اليومية من خلال رشه على الأطعمة، أو استخدام الطحينة وزيت السمسم، مع التأكيد على أهمية استشارة مختص تغذية في حال وجود حالات صحية خاصة أو تحسّس من البذور.
