آخر تحديث :الثلاثاء-05 أغسطس 2025-11:28ص
أخبار وتقارير

تقرير أممي يؤكد وجود علاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في نقل الأسلحة وتهريبها

الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - 09:35 ص بتوقيت عدن
تقرير أممي يؤكد وجود علاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في نقل الأسلحة وتهريبها
(عدن الغد)العربي الجديد:

كشف تقرير أممي حديث عن تشكّل شبكة تهريب سلاح سرّية تنشط في اليمن وشرق أفريقيا، يقودها عناصر بارزون وتغذي ثلاثي "تجار الموت": مليشيا الحوثي في اليمن، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحركة الشباب الصومالية، في تحالف غير معلن تجاوز العداء الأيديولوجي نحو شراكة ميدانية قائمة على المصالح. التقرير، الذي أعدّه فريق الدعم التحليلي ورُفع إلى مجلس الأمن في يوليو/ تموز الماضي، رصد الفترة من 14 ديسمبر/ كانون الأول 2024 حتى 22 يونيو/ حزيران 2025، وأكد أن العلاقة القائمة بين تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثيين "ممكنة في ظل الديناميات القبلية والجهات الميسرة، بالرغم من الانتقادات العلنية التي يوجهها التنظيم للجماعة".

وسلّط التقرير الضوء على أربع شخصيات مركزية تقود عمليات التهريب بين الجماعات الثلاث. وتصدّر القائمة المدعو عبدالرزاق حسن يوسف، صومالي الجنسية، الذي يلعب دورًا محوريًا في تسهيل نقل الأسلحة بين مليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالية. ويعمل يوسف بالتنسيق مع مهرب أسلحة يمني يُدعى "أبو كمّام"، حيث يديران خطوط إمداد مشترك بين الطرفين.

وحدّد التقرير شخصًا ثالثًا يُدعى "أبو صالح العبيدي"، وهو أحد أبرز مهربي الأسلحة والطائرات المسيّرة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن. ويستغل العبيدي الطريق الصحراوي الرابط بين محافظات المهرة ومأرب والجوف لتمرير شحنات الأسلحة التي يُعتقد أنها تأتي من إيران.

أما الشخص الرابع، فهو "أبو سلمان المصري"، الذي يتولى إدارة عمليات التهريب البحري المشترك بين الحوثيين وفرع القاعدة في اليمن، في مؤشر على تطور خطوط التهريب وتعقيدها وتنوع مساراتها الجوية والبحرية والبرية.

وأشار التقرير إلى أن العلاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن لا تزال قائمة، رغم العداء العلني والانتقادات المتبادلة بين الطرفين، مؤكدًا أن "الديناميات القبلية والوسطاء المحليين" يلعبون دورًا محوريًا في تيسير هذا التعاون، إلى جانب ما وصفه بـ"التحالف الانتهازي".

كما كشف التقرير عن تخصيص نحو 25% من الميزانية التشغيلية لحركة الشباب الصومالية لتعزيز ترسانتها من الأسلحة، عبر التعاون مع الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما يعكس حجم التنسيق بين الفروع الإرهابية في البلدين.

وأوضح فريق الرصد أن الأمير الجديد لتنظيم القاعدة سعد بن عاطف العولقي عمل، منذ تعيينه في مارس/آذار 2024، على تحسين قدرات التنظيم وإعادة هيكلته، وتحسين الظروف المعيشية لمقاتليه، والحد من عمليات الاختراق، "وهي خطوات عززت من سلطته، وجعلت الجماعة أكثر تماسكًا وقدرة على الصمود واستعدادًا للعمليات الخارجية".

وأورد التقرير أن الحالة المالية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أظهرت تحسنًا طفيفًا في الآونة الأخيرة، مع استمرار تلقيه الدعم من حركة الشباب المجاهدين في الصومال، إضافة إلى تنفيذ عمليات خطف واستثمارات في اليمن، "وغالبًا ما تم ذلك عبر شبكات قبلية. كما يبذل جهودًا للتحكم بالشحنات وقطع طرق الإمداد في حضرموت وشبوة".

وأكد الفريق الأممي أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا على أمن واستقرار المنطقة، "ومع اندلاع النزاع بين غزة وإسرائيل، نفذ عمليات تجنيد واسعة في صفوفه، بما فيها إطلاق سلسلة (الطريق إلى تحرير فلسطين)، كما نشر فيديو للعولقي في شهر يونيو الماضي، وهو أول فيديو له بوصفه زعيمًا، يحرض فيه على شن هجمات ضد الغرب".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، في إبريل/ نيسان الماضي، عن استهداف أحد أعضاء شبكة التهريب السرّية التي تغذي الحوثيين وتنظيم القاعدة انطلاقًا من شرق اليمن، لا سيما عبر محافظات المهرة وحضرموت وشبوة.

ويُثير هذا التقرير مخاوف متزايدة من تعاظم الخطر الأمني في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، حيث تتقاطع مصالح التهريب مع أجندات سياسية وأمنية تزعزع الاستقرار الإقليمي وتُهدد الملاحة الدولية.