الهند تُجمّد صفقات السلاح والطائرات الأميركية ردًا على رسوم ترامب الجمركية

في تصعيد جديد للتوترات التجارية بين نيودلهي وواشنطن، قررت الحكومة الهندية تعليق خطط شراء أسلحة وطائرات جديدة من الولايات المتحدة، وذلك عقب فرض واشنطن رسومًا جمركية جديدة أثارت غضب نيودلهي، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر رسمية هندية اليوم الجمعة.

ويأتي هذا القرار في وقت عقد فيه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اجتماعًا طارئًا مع حكومته، لمناقشة تداعيات الخطوة الأميركية التي اعتبرتها وسائل إعلام هندية تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات الثنائية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في يوليو الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الهند، متهمًا نيودلهي بفرض رسوم مرتفعة على البضائع الأميركية، ووضع حواجز تجارية، فضلًا عن "التعاون مع روسيا". وهدد ترامب في حينها بأن الهند ستدفع "ثمنا باهظًا"، دون تحديد طبيعة هذه العقوبات.

ودخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم الخميس، بينما وقّع ترامب قبلها بيوم أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات الهند من النفط الروسي، على أن يبدأ سريانها في 27 أغسطس الجاري.

وكان الساسة والدبلوماسيون الهنود يأملون في تسوية هذه القضايا التجارية عبر مفاوضات شاملة تقود إلى اتفاق تجاري ثنائي، حيث جرت عدة جولات من المحادثات بين الطرفين خلال الأشهر الماضية.

لكن العقبة الأكبر بحسب تقارير إعلامية، ظلت تمسك الولايات المتحدة بإدخال المحاصيل المعدلة وراثيًا إلى السوق الهندية، وهو ما ترفضه نيودلهي بشكل قاطع بحجة تأثيرها السلبي على المزارعين وعلى سلامة الغذاء.

ورغم مساعي الطرفين للبحث عن نقاط التقاء، فإن هذا الملف لا يزال يعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي مواجهة هذا التصعيد الأميركي، جدد مودي التزام حكومته بالدفاع عن مصالح الفلاحين والصيادين ومربي الماشية، في رسالة داخلية تحمل طابعًا سياسيًا واقتصاديًا واضحًا.