في واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ البحري قبالة السواحل اليمنية، تمكن صيادون يمنيون من إنقاذ 250 مهاجرًا غير شرعي، معظمهم من الجنسية الإثيوبية ونحو نصفهم من النساء، بعد أن ظلوا عالقين في عرض البحر لعدة أيام نتيجة تعطل قاربهم، ونفاد الطعام والماء.
وقالت مصادر حكومية إن المهاجرين تم إنقاذهم بالقرب من سواحل محافظة شبوة، بعد أن انطلقوا من القرن الأفريقي في رحلة محفوفة بالمخاطر، استمرت أكثر من أسبوع رغم أنها كانت مقررة لـ24 ساعة فقط، واضطر الركاب خلالها للاعتماد على الرياح والتجديف بعد عطل أصاب المحرك على بعد أكثر من 100 ميل بحري من نقطة الانطلاق. وقد توفي 7 منهم قبل الوصول إلى الشاطئ.
وفور وصولهم إلى مديرية رضوم، التي أصبحت وجهة رئيسية للمهاجرين بعد تشديد الرقابة في سواحل لحج، قدمت السلطات المحلية الإسعافات الأولية للناجين، بالتعاون مع فرق المنظمة الدولية للهجرة.
رئيس بعثة المنظمة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، قال إن المهاجرين "عاشوا أسبوعًا من الجحيم"، محذرًا من تصاعد وتيرة المآسي في ظل استمرار تدفق المهاجرين على الطريق الشرقي، وداعيًا إلى تعزيز عمليات البحث والإنقاذ، ودعم الضحايا والناجين، والتصدي لجذور الظاهرة.
مداهمات أمنية وضبط عصابة تهريب
بالتزامن مع عملية الإنقاذ، نفذت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين حملة مداهمات واسعة على مواقع ساحلية يستخدمها المهربون لإيواء المهاجرين غير الشرعيين. وأسفرت الحملة، التي شملت مناطق تمحن، والكسارة، والحجلة في ميناء شقرة، وساحل مديرية أحور، عن ضبط عدة شبكات تهريب.
وشدد مدير أمن أبين، العميد علي ناصر بوزيد، على ضرورة التنسيق الإقليمي والدولي للحد من هذه الظاهرة التي وصفها بـ"التهديد الأمني والإنساني"، مؤكدًا أن الحملة ستتواصل لتشمل المنطقة الوسطى ومديرية المحفد.
وفي مديرية لودر، ألقت القوات الأمنية القبض على عصابة خطيرة تمتهن تهريب المهاجرين، بعد اشتباك مسلح مع أفرادها، استخدمت فيه العصابة القنابل، قبل أن تتمكن القوات من توقيفهم دون إصابات. وتم ضبط ثلاث مركبات بحوزة الجناة الذين يواجهون تحقيقات تمهيدًا لإحالتهم للجهات المختصة.
نداءات دولية لوقف المأساة
المنظمة الدولية للهجرة جدّدت دعوتها لتكثيف الاستجابة الإنسانية، ورفع مستوى التعاون الدولي لتوفير بدائل آمنة للمهاجرين، والحد من تهريب البشر، وحماية الأرواح. وأشادت بدور السلطات المحلية في أبين في تسريع الاستجابة ومساعدة الضحايا، مؤكدة أن عدد الوفيات والمفقودين في الطريق الشرقي تجاوز 350 مهاجرًا منذ بداية العام، مرجحة أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.
وأكدت المنظمة أن كل حالة وفاة تمثل خسارة إنسانية موجعة، مشددة على أهمية إيجاد حلول مستدامة، وتوفير ممرات هجرة نظامية، وتعزيز أنظمة الحماية، وفرض المساءلة على المهربين والمتاجرين بالبشر.