الرواد الأوائل يتحدثون .. حسين الصافي رائد الإعلام المرئي والمسموع بعدن

تقديم / أحمد محمود السلَامي

يسعدني اليوم أن أقدّم لكم سيرة واحد من كبار المؤسسين الأوائل للإعلام المرئي والمسموع في عدن ، رجلٌ حمل على عاتقه رسالة الكلمة وأمانة الصوت ، فصار منارة إعلامية لا تُنسى ، إنه الراحل حسين محمد الصافي، ابن عدن البار، الذي جعل من صوته نافذةً للثقافة والفن والإبداع ، ومن برامجه جسورًا للمحبة بين الناس . بدأ حياته المهنية معلّماً للمرحلة الإعدادية ، لكنه ما لبث أن استجاب لنداء المايكروفون ، فكان من أوائل المساهمين في إذاعة عدن منذ افتتاحها ، يعمل بأجر يومي قبل أن يُصبح أول مذيع رسمي فيها . ولأن الشغف لا يُخفى ، صار الصافي يعرف بلقب "أبو البرامج"، ولقّب أيضاً بـ "حجر الأساس"، تقديراً لدوره الريادي في تأسيس وتقديم برامج رائدة ومفيدة ، شكّلت وعي أجيال. وعندما تولّى إدارة إذاعة عدن ، لم يكتفِ بالإدارة ، بل حمل على عاتقه مشروع تطويرها : تحديث الاستديوهات .. إرسال الكوادر للتدريب في هيئة الإذاعة البريطانية BBC .. إثراء مكتبة الإذاعة بالأغاني والمحتوى الثقافي والفني .. تحويل اسم المحطة إلى : "إذاعة الجنوب العربي" .

هلموا بنا نقرأ كلمات السيد حسين الصافي (المراقب العام للإذاعة والتلفزيون 1964م / 1967م) التي كتبها عن ذكرياته في إذاعة عدن ونشرت في كتيب خاص عن تأسيس إذاعة عدن :

لا اكاد أصدق انه قد مضـى احدى عشرة عاما ونحن نقدم برامج الاذاعة كل يوم بلا توقف. عندما بدأت الاذاعة بصورة تجريبية في 7 أغسطس 1954م كنا نقدم في حوالي ساعة ونصف من البرامج البسيطة ، ، وما دار العام حتى امتدت ساعات الإرسال الى ثلاث ساعات ونصف ، وما ان انطوى عام آخر حتى أصبحنا نقدم ست ساعات من الارسال اليومي وها نحن اليوم نقدم يومياً ما يقرب من احدى عشر ساعة بينما نعد العدة لنقدم ثمانية عشر ساعة في اليوم الواحد .

وأقول الحق أن العاملين في الاذاعة ، والمساهمين من الكتاب والفنانين والمحدثين والمستمعين بتشجيعهم ونقدهم ، كان لهم الفضل في تطور برامج الاذاعة ، حتى أصبحت اليوم رغم بساطة امكانياتها تبلغ في مستواها درجة نفخر بها . وقد تطورت البرامج خلال هذه الفترة ، وأصبحت توجه الى معظم قطاعات الشعب ، ولعل احدث برنامج يجد اليوم صدى واسعاً هو برنامج « هذا الجنوب أرضنا الطيبة »، الى جانب برامج المرأة ، و الأطفال ، والبرامج الموسيقية والاخبارية والثقافية ، والذي نأمله ان يزداد عدد المهتمين والمساهمين بازدياد ساعات البرامج . الحقيقة التي لا تغيب عن بال أي منا هي ان الاذاعة كجهاز إعلامي نابع من ابداع وجهد هذه الامة بكل عناصرها ، لابد أن يعكس واقع وصوت هذه الامة في كل مستوياتها .