في خطوة عسكرية لافتة تحمل رسائل قوية في توقيتها ودلالاتها، قام وزير الدفاع الفريق الركن الدكتور محسن الداعري بزيارة ميدانية إلى مدينة ميدي بمحافظة حجة، حيث عقد اجتماعا موسعا مع قيادة المنطقة العسكرية الخامسة بحضور قيادات عسكرية ومحلية.
وخلال الاجتماع، نقل الوزير تحيات القيادة السياسية، وأكد التزام الحكومة بتلبية احتياجات القوات المسلحة، مشيدا بجاهزية المقاتلين في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، ومعربًا عن تقديره الكبير لدعم تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأفاد قائد المنطقة أن هذه الزيارة تعزز الروح المعنوية للمقاتلين في الجبهات، وتؤكد أن الحسم العسكري لا يزال خيارا حاضرا إذا ما استمرت المليشيا في التعنت.
تزامنا مع هذه الزيارة، تتصاعد التحركات اليمنية والدولية لمناقشة ملف البحر الأحمر وأمن الملاحة، وسط حضور بريطاني وأمريكي وإجماع أوروبي على وضع ترتيبات جديدة في مواجهة تهديدات الحوثيين، بالتوازي مع تقارير عن مخاوف حوثية من عملية غربية محتملة تستهدف الحديدة.
وقد عبّر جلال الرويشان، نائب رئيس ما تُسمى بـ"حكومة صنعاء" لشؤون الدفاع والأمن، عن تخوفه من "مخطط جديد" بالتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، فيما شن القيادي الحوثي عبد الجندي هجومًا على ما وصفهم بـ"أدوات الغدر والخيانة" في إشارة إلى تحركات سياسية مرتقبة، محذرًا من عودة شخصيات سابقة إلى السلطة.
المشهد اليمني يسير نحو مرحلة حساسة قد تشهد تحركا عسكريا دوليا، وربما بإصدار قرار فرض حظر دولي جوي وبحري على مناطق تحت سيطرة الحوثيين بدعم بريطاني وأمريكي أوروبي.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب انتهاء ولاية المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في سبتمبر 2025، ما يفتح باب التكهنات حول مستقبل المسار السياسي، في وقت أصبح فيه ملف البحر الأحمر عسكريا بامتياز داخل أروقة مجلس الأمن، ومرتبطًا مباشرة بالصراع الإقليمي بين الحوثيين وإسرائيل والتوترات في غزة وإيران.
في سياق التصعيد، أعلنت المليشيا الحوثية منع أساطيل 64 شركة شحن عالمية من عبور البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، متوعدة باستهدافها "في أي مكان تصل إليه قواتها"، بزعم فرض حصار بحري على إسرائيل.
وردا على ذلك، دفعت التطورات الولايات المتحدة إلى نشر حاملة الطائرات "نيميتز" في الخليج تحسبا لتصعيد حوثي ضد إسرائيل وفي سياق التصعيد الإعلامي والعسكري، أعلن زعيم مليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي أن جماعته استهدفت خلال الأسبوع الجاري مواقع متعددة داخل العمق الإسرائيلي شملت يافا، حيفا، عسقلان، بئر السبع، النقب، وأم الرشراش، مؤكداً استمرار عمليات الإسناد العسكري في البحر والبر، وواصفًا إياها بأنها "عمليات مؤثرة.
