أثارت مشاركة وفد تابع لجماعة الحوثي في فعاليات دينية بمدينة كربلاء العراقية موجة استياء واسعة، بعدما ظهر الوفد في مشاهد توصف بأنها دخيلة على المجتمع اليمني، تضمنت طقوس اللطم والولائم في مشهد اعتبره مراقبون "إعلان ارتهان صريح لإيران".
وقالت مصادر لصحيفة عدن الغد إن هذه المشاركة كشفت بوضوح حجم ارتباط الحوثيين بالمشروع الإيراني، الذي يسعى إلى طمس الهوية الوطنية اليمنية وإحلال طقوس وممارسات لا تمت لتاريخ البلاد وعروبته بصلة. وأضافت المصادر أن ما جرى في كربلاء لم يكن مجرد حضور ديني عابر، بل رسالة سياسية متعمدة مفادها أن الجماعة تنفذ أجندة خارجية على حساب اليمنيين.
ويرى مراقبون أن ما يفاقم الغضب هو التناقض الفاضح بين معاناة ملايين اليمنيين من الجوع والفقر وانقطاع المرتبات وانهيار الخدمات، وبين إنفاق الجماعة أموال طائلة على تنظيم ولائم ومواكب خارج البلاد لإرضاء ملالي طهران. ويؤكد هؤلاء أن كل ريال يصرف في هذه الطقوس يقابله حرمان أسرة يمنية من الغذاء أو الدواء.
ويحذر خبراء من أن هذه الممارسات ليست سوى جزء من محاولة أوسع لتطييف المجتمع اليمني وتغيير ثقافته الوطنية، وهو ما يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي وإثارة الانقسامات في بلد أنهكته الحرب.
ويشير مراقبون إلى أن المجتمع اليمني بهويته العربية الإسلامية المعتدلة سيبقى عصيًا على مثل هذه المحاولات، مؤكدين أن ما حدث في كربلاء قد يشكل لحظة فارقة لكشف طبيعة المشروع الحوثي، وضرورة مواجهته باعتباره تهديدًا وجوديًا للهوية اليمنية ومستقبلها.
