آخر تحديث :الأحد-24 أغسطس 2025-02:18ص
ملفات وتحقيقات

أمطار غزيرة وسيول تعصف بعدن.. ترصد حجم الإصابات والأضرار

السبت - 23 أغسطس 2025 - 11:06 م بتوقيت عدن
أمطار غزيرة وسيول تعصف بعدن..  ترصد حجم الإصابات والأضرار
رصد (عدن الغد) محمد حسين الدباء:

منذ ساعات الصباح الأولى من يومنا هذا هطلت أمطار غزيرة على العصمة المؤقتة عدن، لتتحول شوارعها إلى مجارٍ للمياه وتترك خلفها أضرارًا بشرية ومادية متنامية ومتباينة، وسط تحذيرات متصاعدة من الأرصاد الجوية حول المنخفض الجوي وظلت المواقع الإخبارية تتناقل التحذيرات ومنها موقع (عدن الغد) والذي تابع اقتراب المنخفض أول بأول حتى قبيل وصوله (تحذيرات من أمطار متوقعه وتنويه لسكان المرتفعات الجبلية بعدن) ومنصات التواصل الاجتماعي أمطرت منشوراتها وتغريداتها بالتنبيهات على نطاق واسع، إلا أن وعي المجتمع ما يزال ضعيفًا - للأسف الشديد - أمام خطورة الظاهرة، وكثير من الأهالي لم يتعاملوا مع التحذيرات بالجدية الكافية، مما ضاعف حجم الأضرار وساهم في وقوع إصابات كان من الممكن تفاديها.. موقع (عدن الغد) يرصد الأضرار من الفجر حتى كتابة هذه التقرير:


أضرار بشرية مؤلمة

سُجِّلت حتى الآن ثلاث إصابات مؤكدة، من بينها طفل، نتيجة الانجرافات والسيول التي باغتت الأهالي في ساعات الصباح الأولى، وقد سجلت منصات التواصل الاجتماعي إحدى تلك الإصابات بالفيديو عندما قام طقم عسكري بعبور السيل في وادي الحسوة لتلتهمه أمواج السيل هو وجنوده.


شلل في الشوارع

الأمطار لم تقتصر على إحداث الإصابات، بل أغرقت شوارع رئيسية وأوقفت حركة المرور في مناطق عدة، تراكم المياه أدّى إلى ازدحامات خانقة، لا سيما في الطريق البحري وبلسان الجسر الرابط بين خور مكسر والمنصورة، حيث تعطلت المركبات وانقطعت بعض المواصلات الحيوية.

وفي حي المعلا، غمرت المياه منازل ومحال تجارية، مسببة خسائر ملموسة في المرافق الإدارية والتجارية، ما ضاعف من معاناة الأهالي.

وفي مخيمات النازحين بدار سعد الأمطار غمرت مخيم (عمار بن ياسر) المخصّص للنازحين، وألحقت أضرارًا كبيرة بمحتوياته من غذاء وخيام، مما أدى إلى ركود المياه وتردٍّ صحي محتمل.

وفي الشيخ عثمان غرق محول كهربائي رئيسي في منطقة بلوك (1) بحي الممدارة، حيث تسببت المياه في انكشاف الأسلاك، ما يُعد تهديدًا مباشرًا على السلامة العامة.


تحذيرات الأرصاد: ما زال القادم أصعب

مراكز الأرصاد والإنذار المبكر حذّرت من استمرار هطول الأمطار خلال الساعات والأيام المقبلة، مع احتمال تزايد خطر الفيضانات على السواحل الجنوبية، بما فيها عدن.

وتشير التوقعات إلى موجات جوية جديدة قد تزيد الوضع تعقيدًا، ما يضع السلطات والمجتمع أمام اختبار صعب في مواجهة الكارثة الطبيعية.

ووثّق ناشطون صورًا أولية للسيل الثاني القادم عبر وادي الحسوة باتجاه مدينة عدن، بعد ساعات من وصول السيل الأول الذي جرف كميات كبيرة من المياه والأتربة.

وأظهرت الصور جريان مياه الوادي بشكل متسارع، مع تشكل موجات عالية في بعض المناطق، مما يرفع مستوى القلق بين السكان في عدن مع استمرار الأمطار في الهطول على مناطق أعالي لحج والضالع، مما يعزز اندفاع السيل القادم.


بين الواقع والاحتياط

إن مشهد عدن اليوم يعكس هشاشة البنية التحتية أمام قسوة المناخ، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن قدرة المجتمع على الصمود متى ما تكاتفت الجهود الرسمية والشعبية معًا، وما بين أضرار لحظية وتحذيرات مستقبلية، تبقى الوقاية والوعي المجتمعي خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات.


رسائل توعوية وإرشادات عاجلة

في ظل هذه الأوضاع، تبرز جملة من التوصيات العاجلة للتخفيف من الأضرار المحتملة:

الإسراع بتصريف المياه عبر فتح المناهل وتشغيل مضخات سحب.

تعزيز جاهزية فرق الطوارئ من دفاع مدني، صحة، ونظافة ميدانية.

تكامل الأدوار بين المرافق الخدمية (المياه، المرور، الصحة) لضمان استجابة موحدة.

توعية المجتمع بخطورة التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول، والطرق الطينية الزلقة.

توثيق الأضرار ميدانيًا لتسهيل تقديم المساعدات والتعويضات لاحقًا.


حديث الصور