اختتمت بمدينة المكلا، مساء اليوم، أعمال مؤتمر "رعاية الإصابات: التحديات والحلول" الذي نظمته كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة العرب خلال الفترة 16 – 18 سبتمبر 2025م، برعاية كريمة من معالي وزير الصحة العامة والسكان الأستاذ الدكتور قاسم محمد بحيبح، ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني الأستاذ الدكتور خالد أحمد الوصابي، وبمشاركة نخبة من الأطباء والأكاديميين والباحثين من داخل اليمن وخارجه، إلى جانب ممثلين عن منظمات صحية محلية ودولية.
وشهد المؤتمر، الذي حظي بدعم عدد من الشركاء الصحيين والأكاديميين، نقاشات علمية معمقة عبر جلسات بحثية وورش تدريبية تناولت واقع إصابات الحوادث في اليمن والتحديات التي تواجه القطاع الصحي في ظل محدودية الموارد، مع استعراض الحلول الممكنة لتعزيز خدمات الرعاية الطبية والإسعافية.
وفي ختام فعالياته، أقر المشاركون عدداً من التوصيات شملت الجوانب الصحية والأكاديمية والوقائية والمؤسسية، أبرزها :
في الجانب الصحي والعلاجي: الدعوة إلى تعزيز برامج الطوارئ والجراحة بالمستشفيات، وإنشاء وحدات متخصصة لعلاج الإصابات الكبرى والحروق، إلى جانب إعداد بروتوكولات وطنية موحدة للتعامل مع الإصابات وتطوير خدمات بنك الدم وتفعيل برامج الإنعاش القلبي الرئوي ورعاية الإصابات.
في الجانب الأكاديمي والتدريبي: إدماج مساقات طب الطوارئ وجراحة الإصابات في مناهج كليات الطب، وتنظيم ورش تدريبية مستمرة للأطباء والمسعفين بالتعاون مع هيئات محلية ودولية، وتفعيل تقنيات الطب الاتصالي، إضافة إلى تشجيع البحث العلمي في مجال الإصابات وعقد اجتماعات دورية لمناقشة الوفيات والممارضة.
في الجانب الوقائي والمجتمعي: إطلاق حملات وطنية للتوعية بمخاطر الحوادث وسبل الوقاية منها، والتنسيق مع السلطات لتحسين البنية التحتية للطرق وتطبيق قوانين السلامة المرورية، فضلاً عن تدريب الشباب في المدارس والجامعات على مهارات الإسعاف الأولي.
في الجانب المؤسسي والتنظيمي: تعزيز التنسيق مع الإدارات المختصة بوزارة الصحة لإنشاء سجل وطني للإصابات (Trauma Registry)، وتطوير الشراكات مع المنظمات الدولية لدعم التجهيزات الطبية، إلى جانب إنشاء شبكة وطنية لمستشفيات الإصابات بما يضمن سرعة تحويل الحالات الحرجة، ورفع التوصيات إلى الجهات الرسمية لاعتمادها ضمن الخطط والاستراتيجيات الوطنية.
وأكد المشاركون أن هذه التوصيات تمثل خطوة عملية لتطوير منظومة الرعاية الصحية في مجال الإصابات والحوادث، وتدعم الجهود الوطنية الرامية للارتقاء بالخدمات الطبية وتعزيز قدرات الكوادر الصحية بما يلبي احتياجات المجتمع.
