آخر تحديث :الثلاثاء-23 سبتمبر 2025-10:29م
أخبار وتقارير

البحسني يكتب في اليوم الوطني السعودي: مناسبة لتجديد العهد الأخوي ودعم الأمن والتنمية بين اليمن والمملكة

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - 08:53 م بتوقيت عدن
البحسني يكتب في اليوم الوطني السعودي: مناسبة لتجديد العهد الأخوي ودعم الأمن والتنمية بين اليمن والمملكة
(عدن الغد) خاص:

جدد اللواء الركن فرج سالمين البحسني – عضو مجلس القيادة الرئاسي العهد الأخوي للملكة العربية السعودية (قيادة وحكومة وشعباً)، بمناسبة اليوم الوطني السعودي.

وقال النائب البحسني في مقالة مطولة له، جاء فيها:


منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، مرت الدولة بمراحل كبيرة من التوحيد، البناء، الاستقرار، والتحديث، فبعد توحيد الأجزاء المتفرقة وتأسيس الدولة الحديثة، عملت المملكة على بناء مؤسسات الدولة، المؤسسات الأمنية، القضاء، التعليم، البنية التحتية، والرعاية الصحية، مع الحفاظ على الإسلام كمرجعية أساسية، وتحصين الحرمين الشريفين والحفاظ على المقامات الإسلامية والمقدسات.

وفي الوقت الحالي، وتحت القيادة الرشيدة للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رسمت المملكة خططًا استراتيجية للتحديث والتنمية الشاملة تحت شعار رؤية المملكة 2030، هذه الرؤية تتأسّس على ثلاثة محاور رئيسية (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة)

وضمن إطار رؤية المملكة الطموحة للمستقبل، حققت السعودية إنجازات نوعية شملت مختلف جوانب الحياة، فقد اتجهت القيادة إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بما يحقق تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، مع تعزيز قطاعات الاستثمار والصناعة والسياحة والترفيه، بما يفتح آفاقًا واسعة للنمو ويوفر فرص عمل لأبناء المملكة.. وفي موازاة ذلك، شهدت المدن السعودية نهضة عمرانية كبرى، أظهرت تحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية، من شبكات النقل والمواصلات إلى المرافق الخدمية الحديثة، كما أولت المملكة اهتمامًا متزايدًا بتطوير التعليم والرعاية الصحية ورفع مستوى الخدمات الاجتماعية، إلى جانب الدفع بقطاعي الثقافة والفنون لتبوّء مكانتهما اللائقة في مسيرة التنمية، بما يحفظ التراث الوطني ويواكب في الوقت نفسه روح العصر.

أما على الصعيد السياسي، فقد رسخت المملكة مكانتها كركيزة للاستقرار العربي والإسلامي، من خلال مواقفها الثابتة في الدفاع عن القضايا الإسلامية وحماية المقدسات، ودعم حقوق الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة الأزمات والتحديات، كما برز دورها في قيادة الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات، ووساطاتها المؤثرة لتقريب وجهات النظر وتعزيز السلم الإقليمي والدولي.. ولم يقتصر عطاؤها على المواقف السياسية، بل امتد إلى مجالات العمل الإنساني والإغاثي، حيث أسهمت في دعم اللاجئين والمحتاجين عبر برامج ومبادرات تنموية وخيرية، وذلك في إطار التزامها الدائم برسالتها الإنسانية ومسؤوليتها تجاه أمتها العربية والإسلامية.

ولو نتطرق إلى العلاقة والروابط الأخوية الصادقة بين بلادنا والسعودية، فمنذ قرون، يرتبط البلدين الشقيقين بروابط دين ووطن وجوار، وهذه العلاقة تتجذر في الترحاب المتبادل، والحركة التجارية، ورعاية الحجاج والمعتمرين من اليمن إلى مكة والمدينة، وإسهامات التجارة والاقتصاد التقليدي، بالإضافة إلى احتضان المملكة لنحو 1.5 إلى 2 مليون مقيم يمني يعملون في مختلف المناطق السعودية.

وفي السنوات الأخيرة، ومع تدهور الأوضاع في اليمن، جراء انقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية على الحكومة الشرعية، واستيلائهم على أجزاء من اليمن، جاء تدخل المملكة بقيادة عاصفة الحزم عام 2015، لدعم الشرعية اليمنية، وحماية المدنيين من الانقلاب، وضمان عدم أن تصبح اليمن منصة تهدد الأمن الإقليمي.. ولم يتوقف الدعم عند هذا الجانب فقط، بل امتد دعم السعودية الثابت والمباشر لليمنيين، ليشمل الدعم الإنساني والإغاثي والتنموي والخدمي، وفي إطار هذا الالتزام، أعلنت المملكة مؤخرًا 20 سبتمبر 2025 عن تقديم منحة اقتصادية للحكومة اليمنية بقيمة 1.38 مليار ريال سعودي عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، لدعم الموازنة العامة، وتأمين المشتقات النفطية، وتمويل تشغيل المستشفى الذي يحمل اسم ولي العهد السعودي في عدن، بما يسهم في تعزيز الخدمات الصحية للمواطنين.

إضافة إلى ذلك، فقد استضافت الرياض مؤتمر دولي لشراكة الأمن البحري بمشاركة أكثر من 35 دولة، حيث أعلنت المملكة خلاله تقديم دعم مباشر بقيمة 4 ملايين دولار لتقوية قدرات خفر السواحل اليمني، بما يعزز الأمن البحري وحماية الموانئ والتجارة الدولية، وتظهر هذه المبادرات -خصوصًا الأخيرة- حرص القيادة السعودية على مواصلة الدعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة والشعب اليمني في مختلف المجالات، وتؤكد استمرار مواقف المملكة الأخوية والثابتة تجاه اليمن وشعبه، بما يضمن استقراره وأمنه وتنميته المستدامة.

ونجدها مناسبة بأن نؤكد للأشقاء في المملكة العربية السعودية إن هذه المواقف لا تعتبر مجرد مساعدات سياسية أو دبلوماسية، بل هي دليل حي على قرب القيادة السعودية وشعبها من الشعب اليمني في كل زمان ومكان، وإن الشعب اليمني سيظل يذكر هذه المواقف في أصعب الظروف، وسيرد الوفاء بالوفاء.

كما أننا لا يمكن أن نتجاهل أهمية حضرموت، وهي المحافظة الوحيدة التي تمتلك حدودًا برية مع المملكة، وتشكّل الشريان البري الوحيد الفعّال بين البلدين الشقيقين، فـ عبر منفذ الوديعة، ينتقل المواطنون من اليمن إلى المملكة ومن المملكة إلى اليمن (للحج، والعلاج، والتجارة، والزيارة، والعمل، وغيرها...)، فإن هذا المنفذ ليس مجرد بوابة حدودية، بل رمز حي للعلاقات الأخوية، وللتكامل الاقتصادي والثقافي، وللأمان والاطمئنان بين الجوار.

وختامًا وفي هذه المناسبة الغالية، اليوم الوطني السعودي الـ95، يطيب لي أن أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي الشقيق، معربين عن تقديرنا العميق لمواقفكم الثابتة، ونؤكد لكم إننا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ومن خلال كل مواطن، أننا لن ننسى جميلكم أبدًا، وسنظل متمسّكين بذاك العهد الأخوي، نردّ الوفاء بالوفاء، ونعمل معكم من أجل أمن واستقرار وتنمية مشتركة.