شارك رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وسط ترقب واسع من قبل الشارع اليمني لجدول أعمال هذه الزيارة وما يمكن أن تحققه على صعيد القضايا الإنسانية والسياسية التي تمس حياة المواطنين.
لكن المتابع للمشهد الإعلامي المرافق لوفدي الطرفين لاحظ بوضوح أن الاهتمام لم يتركز على مناقشة القضايا الوطنية الملحّة، بقدر ما انصرف إلى سباق محموم بين وسائل الإعلام الموالية لهذا الطرف أو ذاك في تلميع صورة قيادته وإبراز حضورها في المحافل الدولية. وقد انعكس ذلك في نشر مكثف للصور، والتقارير الدعائية، والبيانات الشكلية التي تُشيد بأداء كل طرف دون أن تضع القارئ أمام صورة متوازنة عمّا يجري في أروقة الأمم المتحدة.
هذا النهج الإعلامي، وفق مراقبين تحدثوا إلى صحيفة عدن الغد، يعكس انفصالًا متزايدًا عن هموم الشارع اليمني الذي يعيش تحت وطأة أزمة إنسانية واقتصادية هي الأشد في العالم. فاليمني العادي لا يهمه كثيرًا كم صورة التُقطت للقادة في نيويورك، بقدر ما يهمه أن يجد حلولًا لأزمات الكهرباء، وارتفاع أسعار الغذاء، وتدهور الخدمات الأساسية التي تضرب حياته اليومية.
ويرى محللون أنّ غياب التركيز على هذه القضايا في التغطية الإعلامية يجعل حضور اليمن في المحافل الدولية حضورًا شكليًا أكثر منه فعّالًا، إذ تضيع فرصة ثمينة لعرض الملفات الإنسانية العاجلة على صانعي القرار الدوليين. وقد كان بإمكان الوفود اليمنية أن تستثمر هذا المنبر العالمي في الضغط نحو دعمٍ أكبر لبرامج الإغاثة، أو للدفع بجهود السلام إلى الأمام، أو حتى لتخفيف القيود الاقتصادية التي تُثقل كاهل المواطن.
لكن ما حدث في الواقع هو أنّ الجهود الإعلامية تحولت إلى منابر للترويج المتبادل، وكأن الأولوية لم تكن لقضايا الوطن وإنما لصورة الزعيم أمام جمهوره. الأمر الذي أظهر انقسامًا حتى في سرد الرواية اليمنية إلى الخارج، فكل طرف ركّز على حضوره، بينما ظل المواطن اليمني داخل البلاد يتابع تلك الأخبار من بعيد وهو يواجه واقعه الصعب دون تغيير ملموس.