في رسالة مؤثرة تعكس حجم التحول الثقافي الذي تعيشه محافظة شبوة، كتب الأستاذ سالم الشكلية، نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، تغريدة سلط فيها الضوء على ما مرت به المحافظة من تغييب وتهميش متعمد، وكيف بدأت اليوم تستعيد هويتها وتنهض من جديد عبر الفعاليات الثقافية ومعارض الكتاب.
وقال الشكلية في تغريدته: "لقد مرت شبوة بحقبة زمنية عصيبة، عانت خلالها الكثير من الحرمان والتهميش، وتعرضت لطمس ممنهج لكل معالمها الثقافية والتاريخية، بل وحتى لعاداتها الأصيلة المعروفة: من نخوة وكرم، وشجاعة وصدق، إلى حماية الملهوف، والإحسان إلى الجار".
وأشار إلى أن تلك المرحلة لم تكتفِ بتشويه هوية شبوة، بل سعت إلى زرع الفتن والثارات بين القبائل، وتغذية الصراعات الداخلية عبر تسليح الأطراف المختلفة، في محاولة لاقتلاع قيم المجتمع وطمس أصالته.
وأضاف الشكلية أن المحافظة، رغم كل ذلك، لم تستسلم، بل نهضت من تحت الركام واستعادت هويتها تدريجيًا، حتى وصلت إلى ما وصفه بـ"التحول الكبير"، قائلاً: من ثقافة الغاب التي فُرضت عليها، إلى ثقافة معرض الكتاب التي اختارتها بإرادتها.
وأكد أن شبوة باتت اليوم فضاءً للثقافة والانفتاح، حيث تُنظم فيها معارض الكتاب وتُقام الفعاليات الثقافية، ويُحتفى بالكلمة والفكر والمثقفين، مشيرًا إلى أن هذه الصحوة تمثل بداية استعادة الوعي الجمعي، وتجديد روح الإنسان الشبواني التي حاولت قوى الماضي طمسها.
وختم الشكلية تصريحه برسالة تفاؤل: شبوة ليست غابة، بل أرض حضارة، وناس يحبون الحياة، ويعرفون طريق النور مهما طال الظلام.
وتشهد شبوة في الآونة الأخيرة حراكًا ثقافيًا متناميًا، يعكس رغبة شعبها في استعادة مكانته التاريخية والحضارية، في ظل أجواء من الانفتاح والتنوع الفكري والمجتمعي.
