آخر تحديث :الأحد-28 سبتمبر 2025-08:42م
أخبار وتقارير

بن بريك: الدعم السعودي في توقيت حاسم يعزز الإصلاحات… وآن للأمم المتحدة أن تسمّي المعرقلين

الأحد - 28 سبتمبر 2025 - 07:09 م بتوقيت عدن
بن بريك: الدعم السعودي في توقيت حاسم يعزز الإصلاحات… وآن للأمم المتحدة أن تسمّي المعرقلين
((عدن الغد))خاص

شدّد رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك، على أن الدعم السعودي الأخير لليمن جاء في توقيت استثنائي يمر فيه البلد بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، مؤكداً أن هذا الدعم لا يمثل مجرد منحة مالية عابرة، بل رسالة استراتيجية تحمل طمأنة لليمنيين وتعكس التزام الرياض الدائم بمساندة الشعب اليمني وحكومته.


وفي حديث موسّع لصحيفة الشرق الأوسط، أوضح بن بريك أن الدعم السعودي من شأنه أن يعزز قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها العاجلة، بما في ذلك دفع الرواتب، وتحريك عجلة الاقتصاد، والمضي في برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تبنتها الحكومة خلال الأشهر الماضية. وقال إن هذه الإصلاحات ليست ترفاً سياسياً وإنما ضرورة وطنية لمواجهة التحديات، واستعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.


وطالب رئيس الوزراء المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بضرورة التعامل مع الملف اليمني بمزيد من الوضوح والشفافية، وعدم الاكتفاء بعبارات عامة، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لتسمية الأطراف المعرقلة لعملية السلام بشكل صريح أمام الرأي العام المحلي والدولي. وأضاف أن الشعب اليمني لم يعد بحاجة إلى بيانات القلق أو الدعوات المكررة، بقدر ما يحتاج إلى إجراءات عملية من قبل مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية، للضغط على القوى التي تعرقل مسار التسوية السياسية.


وكشف بن بريك عن أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد دقيقة للغاية وتفرض على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة، بعضها غير شعبية، لكنها ضرورية من أجل وضع الاقتصاد على مسار أكثر استقراراً. وأكد أن نجاح هذه الخطوات مرهون بتمكين الحكومة من ممارسة صلاحياتها بعيداً عن التدخلات والعرقلات التي تواجهها في الميدان السياسي والإداري، مشيراً إلى أن أي تقييد لصلاحيات الحكومة من شأنه أن يضاعف الأزمات القائمة.


وفي ما يخص الوضع الاقتصادي، أوضح رئيس الوزراء أن التحسن الأخير في العملة الوطنية واستعادتها نحو 30 في المائة من قيمتها، لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء نتيجة جهود منسقة بين السياسات المالية للحكومة والإجراءات النقدية للبنك المركزي اليمني. وبيّن أن هذا التحسن يعكس إمكانية تحقيق مزيد من الاستقرار إذا استمر الدعم الدولي والإقليمي، وتم ضبط الإيرادات، وتفعيل أدوات الرقابة والشفافية.


وأضاف بن بريك أن حكومته تعمل بصمت منذ توليه المسؤولية في مايو (أيار) الماضي، وأنها تدرك حجم التحديات الماثلة أمامها، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الإرادة السياسية موجودة، وأن الدعم السعودي والإقليمي يمثل رافعة حقيقية لبرنامج الإصلاحات، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى لأن تكون عند مستوى ثقة المواطنين، وأن تنقل البلاد من حالة الانكماش الاقتصادي إلى مرحلة التعافي التدريجي.


وختم بن بريك حديثه بالتشديد على أن اليمن اليوم يقف على مفترق طرق، وأن استمرار الدعم السعودي والدولي يفتح الباب واسعاً أمام إمكان تجاوز التحديات، لكنه لفت إلى أن المسؤولية الوطنية تبقى هي الأساس، وأن على جميع الأطراف السياسية أن تدرك أن المصلحة العليا لليمن يجب أن تتقدّم على الحسابات الضيقة أو المصالح الفئوية.