شهدت مدينة الحديدة جريمة مأساوية جديدة، تمثلت في انتحار فتاة بسبب ابتزاز تعرضت له من قبل عناصر تابعة لجماعة الحوثي، في حادثة هزّت ضمير اليمنيين وأعادت إلى الواجهة ملف الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها الجماعة ضد النساء.
وأكدت مصادر حقوقية أن هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات الحوثية بحق المرأة، شملت الاختطاف والابتزاز والتهديد، وصولًا إلى دفع بعض الفتيات إلى الانتحار خوفًا من العار والفضيحة. واعتبرت أن ما يجري يعكس انحدارًا خطيرًا في القيم التي جلبتها الجماعة، وسلوكيات دخيلة لم يعرفها المجتمع اليمني المحافظ الذي طالما قدّس المرأة وصان مكانتها.
وأشارت المصادر إلى أن قادة الحوثيين يوفّرون الغطاء والحماية للمبتزين، ما يجعلهم بمنأى عن أي محاسبة، وهو ما حول المرأة اليمنية في مناطق سيطرة الجماعة إلى هدف للانتهاكات وورقة ضغط لابتزاز الأسر، في وقت تتزايد فيه معاناة الناس بسبب الفقر والحصار وانعدام أبسط مقومات الحياة.
ويرى مراقبون أن الانتهاكات بحق النساء جزء من نهج منظم يهدف إلى إذلال المجتمع بأسره وإخضاعه لمشروع دخيل، من خلال استهداف قيمه وأعرافه وضرب مكانة المرأة فيه، مؤكدين أن استمرار هذه الجرائم يهدد النسيج الاجتماعي ويزرع بذور الانحطاط والانقسام.
وطالب حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني بضرورة التصدي لهذه الانتهاكات وتوثيقها، وفضح مرتكبيها أمام الرأي العام المحلي والدولي، مشددين على أن حماية المرأة اليمنية من الابتزاز والانتهاكات مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية، وأن السكوت على هذه الجرائم يعني السماح بتمدد ثقافة دخيلة تهدد حاضر اليمن ومستقبله.