اختُتمت في مدينة عتق بمحافظة شبوة، جنوب اليمن، أعمال منتدى "مناخ مستدام"، والذي يُعد أول منتدى بيئي من نوعه في تاريخ المحافظة، ممثلًا نقطة تحوّل هامة في مسار العمل المناخي المحلي.
نُظّم المنتدى على مدى يومين في قاعة فندق أوسان، من قبل مؤسسة مستقبل أخضر مستدام، بالشراكة مع المركز العربي بمؤسسة مصر الخير واتحاد منظمات المناخ الأخضر، وبرعاية رسمية من وزارة المياه والبيئة ومحافظ محافظة شبوة، وبمشاركة فاعلة من مؤسسة قنا للحقوق والإعلام والتنمية، إلى جانب حضور أكثر من 70 مشاركًا من قيادات محلية، ومنظمات مجتمع مدني، ونشطاء وإعلاميين معنيين بالشأن البيئي.
التزام رسمي ومجتمعي بالتحول البيئي
في كلمته الافتتاحية وبحضور الوكيل فهد الذيب الخليفي ، أكد فهد سالم الطوسلي، الوكيل المساعد لمحافظة شبوة، دعم قيادة المحافظة لكافة المبادرات البيئية، مشيرًا إلى ضرورة إيصال صوت شبوة البيئي إلى المؤتمر الوطني للمناخ المزمع عقده في العاصمة المؤقتة عدن، ومشدّدًا على أهمية بناء تعاون مؤسسي بين القطاع الحكومي والمجتمع المدني لتطوير حلول مستدامة.
كما ألقيت في المنتدى كلمات مؤثرة من قيادات بيئية وشركاء محليين، من بينهم الدكتور طه باكر، مدير عام مكتب حماية البيئة بشبوة، وممثلين عن مؤسسة مستقبل أخضر مستدام، واتحاد منظمات المناخ الأخضر، إلى جانب مؤسسات العطاء، قنا، ورائدات شبوة، تحت شعار المنتدى:
"معًا نحو مستقبل أخضر ومستدام".
نقاشات تسلط الضوء على التحديات والفرص
ناقش المنتدى عددًا من القضايا البيئية الملحة التي تواجه محافظة شبوة، من بينها:
آثار التغير المناخي على الأمن الغذائي والمياه والصحة العامة.
تزايد التصحر، وشح الموارد المائية، وتدهور الغطاء النباتي.
ضعف البنية المؤسسية للاستجابة البيئية.
الحاجة إلى استراتيجيات تكيّف شاملة بقيادة محلية.
ربط القضايا البيئية بأهداف التنمية المستدامة (SDGs).
تفعيل دور المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني.
كما شهد المنتدى تنفيذ جلسات عمل تفاعلية، خرجت برؤى وتوصيات من المشاركين والمشاركات، مع عرض مبادرات شبابية ومجتمعية تمثل نماذج ملهمة في مواجهة الأزمات البيئية بطرق مبتكرة.
توصيات عملية لصياغة مسار استجابة بيئية مستدامة
اختُتم المنتدى بجملة من التوصيات العملية التي تشكل خارطة طريق للعمل المناخي المستقبلي في المحافظة، أبرزها:
تفعيل الأجندة المناخية المحلية وربطها بالسياسات الوطنية.
دمج مفاهيم الاستدامة في الخطط التنموية للمحافظة.
تعزيز التوعية البيئية عبر المدارس والإعلام المحلي.
تمكين منظمات المجتمع المدني في تنفيذ مشاريع التكيّف وبناء القدرات.
بناء شراكات مستدامة بين القطاع الحكومي والمجتمعي.
خطوة محلية بطموح إقليمي ودولي
رغم التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة في اليمن، يشكل منتدى "مناخ مستدام" في شبوة مبادرة طموحة تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية العمل البيئي المبني على المشاركة المجتمعية. كما يُبرز المنتدى كيف يمكن للتحركات المحلية، حتى في البيئات الهشّة، أن تسهم في تشكيل حلول فعالة لقضايا التغير المناخي على المستويين الوطني والدولي.
وقد جرى في ختام المنتدى تكريم المشاركين والمشاركات، وسط أجواء من الفخر والرضا عن النتائج التي خرج بها هذا الحدث الفريد.
من شبوة تبدأ الحكاية...
أثبتت محافظة شبوة من خلال هذا المنتدى أنها قادرة على قيادة نموذج بيئي متقدم في اليمن، يُبنى على مبادرات محلية ذات رؤى استراتيجية وطنية وأبعاد دولية.
ومع تزايد الزخم البيئي إقليميًا ودوليًا، يمكن لمثل هذه المبادرات أن تشكل نماذج يُحتذى بها، وتستحق التكرار والدعم في محافظات يمنية أخرى .
