آخر تحديث :الأربعاء-01 أكتوبر 2025-02:26م
رياضة

برشلونة يخطط لتأجيل عودته إلى كامب نو

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - 11:50 ص بتوقيت عدن
برشلونة يخطط لتأجيل عودته إلى كامب نو
عدن الغد- متابعات

يترقب نادي برشلونة الحصول على رخصة "الإشغال الأولي" لملعب "سبوتيفاي كامب نو" من أجل فتح أبوابه مجدداً أمام الجماهير.

وكشف ألبرت باتلي، نائب عمدة الأمن في بلدية برشلونة، عبر إذاعة كتالونيا أن هناك احتمالية لمنح النادي الترخيص المطلوب لاستقبال مباراة الفريق أمام جيرونا يوم السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول في تمام الساعة 16:15 بتوقيت إسبانيا.

وستكون العودة ضمن المرحلة الأولى بسعة 27 ألف مقعد فقط موزعة بين المنصة الرئيسية وجزء من المدرج الجنوبي.

ووفقاً لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فقد ناقش النادي وضعية الملعب الحالية، حيث تظل هناك إمكانية لتأجيل العودة إلى "سبوتيفاي كامب نو" حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حين يكون بإمكان الفريق الاستفادة من المرحلة الثانية التي تسمح بفتح المدرج الجانبي وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 45 ألف متفرج، مع استمرار إغلاق المدرج الشمالي فقط.

ويكمن السبب الرئيسي وراء تفكير برشلونة في تأجيل العودة، حتى مع الحصول على الترخيص المؤقت، في أولوية الحضور الجماهيري، إذ يضمن الفريق حضوراً أكبر في استاد أولمبيك لويس كومبانيس مقارنة بما سيتحقق في "كامب نو" بحضور 27 ألف متفرج فقط.

وعلى سبيل المثال، شهدت مباراة الفريق الأخيرة ضد ريال سوسيداد حضور 50,103 مشجعين، ومن المتوقع أن يمتلئ الملعب مجدداً عند مواجهة باريس سان جيرمان.

وبالتالي، حتى لو حصل برشلونة على الضوء الأخضر لمباراة جيرونا يوم 18 أكتوبر، فإن مواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا يوم 21 من الشهر ذاته، ثم لقاء إلتشي في الدوري يوم 2 نوفمبر، قد تستمر في ملعب مونتجويك، حيث سيكون قرار توقيت العودة في يد إدارة النادي وحدها بعد الترخيص.

موعد مثالي للعودة أمام أتلتيك بيلباو

حددت إدارة برشلونة مباراة الفريق ضد أتلتيك بيلباو يوم السبت 22 نوفمبر موعداً مثالياً للعودة إلى "سبوتيفاي كامب نو"، بعد التوقف الدولي الثالث، إذا كان الملعب قادراً آنذاك على استيعاب 45 ألف متفرج على الأقل، وهو رقم يقارب الطاقة الحالية لملعب "لويس كومبانيس". كما أن الحصول على موافقة المرحلة الثالثة قد يرفع السعة إلى 62 ألف متفرج، ما سيعزز إيرادات النادي بشكل ملحوظ.

وأشارت إلى أن الاستمرار في اللعب على مونتجويك حتى نوفمبر قد يمنح برشلونة مداخيل مالية قوية تعوض الخسائر الناتجة عن خوض مباراتي فالنسيا وخيتافي في ملعب يوهان كرويف الصغير (6 آلاف مقعد فقط).

كما أن هذا الخيار سيتيح عدم تعطيل أعمال التطوير في "سبوتيفاي كامب نو" بسبب المباريات، ما يحافظ على وتيرة تقدم الأشغال دون انقطاع.

وأوضحت الصحيفة الكتالونية أن في كل الأحوال، تبقى فرضية تأجيل العودة إلى كامب نو قيد الدراسة داخل مجلس إدارة النادي، دون اتخاذ قرار نهائي حتى الآن.

ويُعتبر ملعب "كامب نو" أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ليس فقط لكونه الملعب الرسمي لنادي برشلونة، بل لأنه أصبح رمزاً كروياً وثقافياً يعكس هوية المدينة الكتالونية. افتُتح الملعب رسمياً في 24 سبتمبر 1957 بمباراة ودية جمعت برشلونة مع فريق ليجا وارسو البولندي، وشهد حضورًا جماهيريًا هائلاً آنذاك، ليبدأ مسيرة طويلة ارتبطت بالإنجازات والذكريات الخالدة.

وتعود فكرة إنشاء الملعب إلى خمسينيات القرن الماضي، حين شعر مسؤولو برشلونة أن ملعب "ليس كورتس"، الذي كان يحتضن مباريات الفريق، لم يعد قادرًا على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجماهير.

وجاء قرار بناء "كامب نو" ليكون مشروعًا عملاقًا يليق بالنادي الذي كان يتوسع رياضيًا وجماهيريًا.

وبالفعل، استغرق البناء 3 سنوات بتكلفة ضخمة في ذلك الوقت، بلغت حوالي 288 مليون بيزيتا إسبانية.

منذ افتتاحه، احتضن الملعب العديد من المناسبات الكبرى، أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، الذي اعتُبر من أكثر النهائيات إثارة في التاريخ بعد ريمونتادا الشياطين الحمر في اللحظات الأخيرة.

كما كان مسرحًا لمباريات كأس العالم 1982 في إسبانيا، بالإضافة لاستضافته لمنافسات كرة القدم في أولمبياد برشلونة 1992.

وعلى صعيد برشلونة، ارتبط "كامب نو" بمسيرة أسطورية لعدد من أعظم لاعبي كرة القدم، مثل يوهان كرويف، ودييجو مارادونا، ورونالدينيو، وليونيل ميسي، الذين خطفوا الأضواء على أرضيته عبر عقود مختلفة.

وقد أصبح الملعب شاهدًا على الإنجازات المحلية والأوروبية للنادي، خصوصًا في حقبة المدرب بيب جوارديولا، حين قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية عام 2009.

ويُعرف "كامب نو" أيضًا بسعته الجماهيرية الهائلة، حيث تجاوزت في بعض الفترات حاجز 120 ألف متفرج قبل أن تُخفض لاحقاً إلى نحو 99 ألفًا لأسباب تتعلق بالسلامة.

ورغم ذلك، ظل الأكبر في أوروبا وواحداً من أكثر الملاعب امتلاءً بالجماهير في مختلف المواسم، إذ يُعتبر بالنسبة للمشجعين الكتالونيين مكاناً مقدساً يجمع بين الرياضة والانتماء.

وعلى مر العقود، لم يكن "كامب نو" مجرد ملعب لكرة القدم، بل أصبح منصة للتعبير عن الهوية الكتالونية، خصوصاً في فترات التوتر السياسي بين كتالونيا والحكومة الإسبانية. وكان المدرج الجنوبي للملعب، المعروف باسم "جول سود"، رمزاً لتجمع الجماهير المتحمسة، التي لا تكف عن الهتافات والأغاني الداعمة للنادي.

اليوم، مع مشروع إعادة التحديث والتطوير الجاري، يسعى برشلونة إلى تحويل "كامب نو" إلى تحفة معمارية حديثة تواكب متطلبات كرة القدم العصرية، مع زيادة في عدد المقاعد وتطوير المرافق لتقديم تجربة استثنائية للجماهير.