أثار ظهور مدير مكتب الثقافة بمحافظة تعز، عبدالله العليمي، في مداخلة هاتفية على قناة عدن، موجة استياء واسعة في الأوساط الإعلامية والثقافية، وذلك بعد أن بدا واضحًا أنه كان تحت تأثير تعاطي القات أثناء حديثه المباشر.
المداخلة التي كان يُفترض أن تحمل رؤية ثقافية وتتناول قضايا مرتبطة بالشأن العام، تحولت إلى مادة للجدل والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما بدر من العليمي يعد إساءة لمكانة المنصب الذي يشغله، وإظهارًا غير لائق أمام الجمهور.
وأكد إعلاميون أن أي مسؤول يتحدث باسم مؤسسة رسمية، وخاصة في المجال الثقافي، مطالب بأن يكون نموذجًا في الانضباط والاحترام، لا أن يظهر بمظهر يفتقد الجدية والمسؤولية. وذهب آخرون إلى القول إن ما جرى يعكس حجم استهتار بعض القيادات الرسمية بدور الثقافة ورسالتها في مجتمع يعيش حربًا ومعاناة يومية.
ودعا ناشطون السلطات المحلية ووزارة الثقافة إلى مساءلة مدير مكتب الثقافة في تعز، وتوضيح موقفها مما حدث، مشددين على أن استمرار مثل هذه التصرفات يسيء للجهود المبذولة من أجل استعادة ثقة الناس بالمؤسسات الحكومية.
كما أطلق نشطاء حملة إلكترونية تحت وسم #القات_كارثة_على_اليمن، اعتبروا فيها أن القات لم يعد مجرد عادة اجتماعية سلبية، بل تحوّل إلى آفة تعطل المسؤولين عن أداء مهامهم وتكرّس الفشل في مؤسسات الدولة.
وبحسب ناشطين، فإن هذه الحادثة الأخيرة ليست إلا حلقة من حلقات العبث الذي يضرب قطاع الثقافة في البلاد، ويعكس غياب الرقابة والمحاسبة على المسؤولين الذين يتعاملون مع مواقعهم بوصفها امتيازًا شخصيًا، بعيدًا عن المسؤولية الأخلاقية والوطنية.