آخر تحديث :الجمعة-03 أكتوبر 2025-01:00م
أخبار وتقارير

أين ذهبت كهرباء عدن؟!.. من 24 ساعة في عهد صالح إلى ساعتين يتيمتين اليوم.. حنين يصرخ في شوارع المدينة!

الجمعة - 03 أكتوبر 2025 - 12:09 م بتوقيت عدن
أين ذهبت كهرباء عدن؟!.. من 24 ساعة في عهد صالح إلى ساعتين يتيمتين اليوم.. حنين يصرخ في شوارع المدينة!
عدن – صحيفة عدن الغد

قبل سنوات قليلة فقط، لم يكن أبناء عدن يتخيلون أن مدينتهم ستغرق في هذا الظلام الطويل الذي يخيّم عليها اليوم. كانت الكهرباء في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح تصل إلى كل بيت على مدار 24 ساعة في اليوم، حتى صارت رمزًا للاستقرار والخدمات التي تميزت بها المدينة، فيما لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا الواقع إلى مجرد ذكرى أليمة يتداولها الناس بحسرة كل ليلة تحت وهج الشموع وحرّ المولدات.


اليوم، وبعد مرور أكثر من عقد على رحيل ذلك العهد، لم يعد لأبناء عدن من الكهرباء سوى ساعتين يتيمتين في اليوم، بالكاد تكفي لشحن الهواتف أو تشغيل بعض الأجهزة، فيما تظل بقية الساعات رهينة الظلام والحرّ القاتل، وسط معاناة لا تطاق مع موجات الصيف المتكررة وانعدام أي حلول حكومية حقيقية.


في الأسواق، على الأرصفة، وفي جلسات السمر، لا تكاد تخلو الأحاديث من المقارنة المريرة بين "أيام زمان" حين كانت الخدمة مستقرة، وبين الواقع الحالي الذي يغرق فيه المواطنون في العتمة. مواطن ستيني وقف عند دكان صغير في كريتر وهو يتحدث بحنين واضح قائلاً: "والله يا ولدي كانت الكهرباء في عهد صالح مثل العسل.. ما عرفنا قيمة النعمة إلا لما راحت.. اليوم صرنا ننتظر الساعتين هذي كأنها عيد"، في تعبير مؤلم عن الفارق الهائل بين الأمس واليوم.


أصحاب المحلات التجارية يؤكدون أن الوضع لم يعد يُحتمل، إذ تتضاعف كلفة تشغيل المولدات الخاصة، بينما تتراجع المبيعات بسبب حرارة الأسواق الخانقة، ما يدفع كثيرًا منهم إلى الإغلاق المبكر. أما الطلاب، فيقضون لياليهم على أضواء الهواتف الخافتة، عاجزين عن المذاكرة أو التحضير لمستقبلهم.


حنين عدن إلى أيام الكهرباء المستقرة بات حديثًا يوميًا، ليس فقط كتذكر لزمن مضى، بل كصرخة احتجاج على حاضرٍ يعكس حجم الانهيار الذي وصلت إليه مؤسسات الدولة. فالكهرباء التي كانت يومًا رمزًا للحياة الطبيعية، تحولت اليوم إلى "سلعة نادرة"، يترقبها المواطن كما يترقب جرعة ماء في صحراء قاحلة.


السؤال الذي يردده الجميع: أين ذهبت كهرباء عدن؟ وكيف تحولت مدينة كانت تنعم بالكهرباء الكاملة في عهد صالح إلى مدينة لا تعرف النور إلا لساعتين في اليوم؟ أسئلة تتكرر بصوت الناس، فيما يبقى الجواب غائبًا وسط فوضى الصراع وغياب الدولة، لتبقى عدن رهينة العتمة وأحلامها محبوسة في ذكريات ماضٍ لم يعد حاضرًا.