اعتبر الخبير العسكري العميد الركن محمد الكميم أن نجاح الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن بضبط 58 حاوية أسلحة ومعدات عسكرية تزن أكثر من 2500 طن، بينها مصانع طائرات مسيّرة وأجهزة تجسس وكاميرات حرارية، يمثل تطورًا بالغ الخطورة يهدد اليمن والمنطقة والعالم.
وأوضح الكميم أن مصدر الشحنة يعود إلى إيران أو إلى سماسرة إيرانيين، مشيرًا إلى أن ذلك ينسجم مع تصريحات وزير الدفاع الإيراني بشأن توطين الصناعات العسكرية خارج إيران، وهو ما يبرهن على العلاقة الوثيقة بين طهران ومليشيا الحوثي.
ولفت الخبير العسكري إلى أن هذه الكمية تفوق شحنات سابقة ضُبطت في الساحل الغربي وباب المندب، مؤكدًا أن الطائرات المسيّرة أصبحت سلاحًا استراتيجيًا بيد الحوثيين، يُستخدم في الحروب الداخلية والخارجية، بل وتسعى المليشيا إلى تصديره والتجارة به.
وحذر الكميم من خطورة قيام الحوثيين بتزويد الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وحركة الشباب الصومالية بتلك الطائرات، معتبرًا أن المسألة لم تعد شأناً يمنياً داخلياً فحسب، بل تهديدًا دوليًا يتطلب تحركًا جماعيًا.
ودعا العميد الكميم إلى تشكيل تحالف دولي واسع على غرار التحالفات التي واجهت القاعدة وداعش، لدعم القوات المسلحة اليمنية وخفر السواحل، وتأمين الممرات البحرية وتنفيذ عمليات استخباراتية وضربات دقيقة لإجهاض الخطر.
وأكد أن الحوثيين يقاتلون كذراع عسكرية رئيسية للمشروع الإيراني، وينفذون أجنداته حتى في تهديد السفن الأمريكية، مشيرًا إلى أنهم يتجاهلون الهجمات التي استهدفت اليمن سابقًا، لكنهم اليوم يعلنون عقوبات على واشنطن تنفيذًا لأوامر طهران.
وكانت الأجهزة الأمنية في ميناء الحاويات بعدن قد أعلنت عن ضبط الشحنة الضخمة، التي كانت في طريقها من جيبوتي إلى ميناء الحديدة، قبل أن يتم تحويل مسارها إلى عدن نتيجة الحظر المفروض على دخول السفن إلى الحديدة.