وجّه ضابط في إدارة أمن عدن رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء سالم بن بريك، كشف فيها عن حجم المعاناة التي يعيشها ضباط الأمن والعسكريون في ظل انقطاع المرتبات منذ أشهر، مؤكداً أن الوضع بلغ مرحلة خطيرة لا يمكن احتمالها.
وقال الضابط علي شايف الحريري في رسالته إن الظروف أجبرته على التخفي والهرب من أصحاب البقالات والخضرة والديون المتراكمة، مضيفاً: “لقد فقتُ كارلوس الثعلب في التخفي والتنكر، وأنا أهرب من صاحب البقالة وصاحب الخضرة لمدة خمسة أشهر، أكذب عليهم وأوعدهم أن الراتب سينزل، والحقيقة أن الحكومة جعلتنا كاذبين رغماً عنا.”
وأوضح أن دائرة الديون اتسعت بشكل مخزٍ، فبعد الاستدانة من الأقارب والأصدقاء والمغتربين وصل الأمر إلى الاستدانة من الحلاق وسائق السيارة وحتى أصحاب محلات بيع المياه. وأشار: “هذا حالي وحال كل ضباط الأمن الشرفاء، توسّعت دائرة السلف ومعها توسّعت دائرة الهروب والمواعيد.”
وحذّر الضابط من أن صبر الأمنيين والعسكريين قد نفد، قائلاً: “لن نحتمل أن نرى أطفالنا يموتون جوعاً أمام أعيننا، ولن نقبل أن تبقى كرامتنا على المحك، نحن شعبٌ جائع ينتظر شرارة التغيير.”
واتهم الحكومة بالسكوت على نهب خيرات البلاد، بينما يُترك الجنود والضباط لمصير مجهول بلا مرتبات، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى انفجار شعبي واسع، قائلاً: “الشرعية أول من سيحترق بالنار إن استمر الوضع، وليس المجلس الانتقالي كما يخطط البعض.”
وختم الضابط رسالته بالتأكيد على أن أفراد الأمن لم يعودوا قادرين على الصمت أكثر، داعياً رئيس الوزراء إلى سرعة التدخل وإنقاذ ما تبقى من كرامة العسكريين والأمنيين قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
