اختُتم بمحافظة الضالع، اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، البرنامج التدريبي الخاص بحماية المدنيين أثناء العبور والعمليات الأمنية، والذي استهدف مائة وخمسة وعشرين من ضباط وأفراد قوات الحزام الأمني بما فيهم الشرطة النسائية، في إطار مشروع "ممرات آمنة"، بتنفيذ مؤسسة عدن للحقوق والتنمية، بالشراكة مع مركز مدنيين في ظل الصراع (سيفيك) وتكتل مجتمعات مدنية، وذلك بحضور العميد عبدالله مهدي سعيد رئيس العمليات المشتركة، والعميد أحمد قايد القبة مدير عام شرطة محافظة الضالع قائد قوات الحزام الأمني، والأستاذة دينا المأمون المديرة الإقليمية لمركز مدنيين في ظل الصراع (سيفيك)، والوفد المرافق لها
وخلال الفعالية، شاركت السفيرة الهولندية لدى اليمن السيدة جاينت سيبين عبر تقنية الاتصال (الزووم)، عبّرت فيها عن تقديرها لجهود القائمين على البرنامج التدريبي، مشيدةً بالمستوى المهني العالي الذي أظهره المشاركون، وبالشراكة المثمرة بين الجهات المنفذة والداعمة في سبيل تعزيز حماية المدنيين واحترام القوانين الدولية
وأكدت السفيرة جاينت سيبين في كلمتها على التزام هولندا بدعم البرامج والمبادرات التي تسهم في بناء قدرات الأجهزة الأمنية وتعزيز الأمن الإنساني، معتبرةً أن مشروع "ممرات آمنة" يمثل نموذجاً مهماً للتعاون بين المؤسسات المحلية والشركاء الدوليين لتحقيق بيئة أكثر أماناً للمدنيين
وفي كلمته أثناء الفعالية، أشاد العميد عبدالله مهدي سعيد رئيس العمليات المشتركة بمحافظة الضالع، بجهود مؤسسة عدن للحقوق والتنمية ومركز (سيفيك) في تنفيذ هذا البرنامج النوعي، مؤكداً أن تدريب الكوادر الأمنية على حماية المدنيين واحترام القوانين الدولية خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة الأمن الإنساني في العمل الميداني
وأضاف العميد مهدي أهمية مثل هذه البرامج التي تُعزّز الوعي القانوني والإنساني لدى رجال الأمن، مشدداً على أن الالتزام بالقانون واحترام حقوق الإنسان هو الطريق الأمثل لبناء مؤسسة أمنية قوية ومسؤولة تحظى بثقة المواطنين والمجتمع الدولي
كما ألقى المدير الإقليمي لمركز المدنيين في ظل الصراع (CIVIC) كلمة في ختام البرنامج التدريبي حول حماية المدنيين أثناء العبور والعمليات الأمنية، المنفذ بالشراكة مع مؤسسة عدن للحقوق والتنمية، أشاد خلالها بجهود المؤسسة في التنظيم والتنفيذ، مؤكدًا أهمية التعاون بين منظمات المجتمع المدني والقطاعين الأمني والعسكري لحماية المدنيين وتعزيز الثقة المجتمعية، كما جدّد التزام المركز بدعم المبادرات الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام المستدام
وألقت معالي الوجيه كلمة ترحيبية باسم مؤسسة عدن للحقوق والتنمية وتكتل مجتمعات مستدامة، رحبت فيها بالحاضرين والمشاركين في حفل اختتام البرنامج التدريبي ضمن مشروع "ممرات آمنة"، مشيدة بدعم الشركاء وجهود الأجهزة الأمنية في تعزيز مفاهيم حماية المدنيين وترسيخ الأمن المجتمعي
ويهدف البرنامج إلى رفع كفاءة الأجهزة الأمنية وتعزيز قدراتها في التعامل مع المدنيين أثناء العبور والعمليات الأمنية وكيفية حمايتهم، من خلال تدريب المشاركين على إدارة الممرات الآمنة وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وبما يضمن حماية المدنيين والحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات أثناء العمليات الأمنية
وتضمّن التدريب محاور نظرية وتطبيقية تناولت الإطار القانوني للممرات الآمنة كما نصت عليه اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية، إضافة إلى مبادئ حقوق الإنسان المتعلقة باستخدام القوة، وحماية الفئات الأكثر ضعفاً أثناء النزاعات، فضلاً عن تطبيقات ميدانية لمحاكاة إنشاء وإدارة الممرات الآمنة والتنسيق مع المنظمات الإنسانية والجهات المدنية
وفي ختام الفعالية، تم تكريم مركز مدنيين في ظل الصراع (سيفيك) من قبل مدير عام شرطة محافظة الضالع العميد احمد قايد القبة سعيد تقديراً لدورهم ودعمهم لمثل هذه البرامج
كما تم تكريم المركز بدرع شكر ووفاء من قبل تكتل مجتمعات مستدامة تأكيداً على الشراكة ودعم تأسيس التكتل.
وكذلك تم منح درع التميز للمشاركة الشرطية عفاف نظير تميزها وتشجيع مشارَكة المرأة في القطاع الأمني
كما تم توزيع شهادات المشاركة على المتدربين، مع التأكيد على أهمية مواصلة برامج التأهيل والتدريب لضمان استدامة المعرفة وتطوير الأداء الميداني
وبذلك اختُتم البرنامج بتحقيق أهدافه المرسومة، مجددًا التأكيد على أن العمل الأمني المنضبط بالقانون هو أساس حماية المدنيين وصون كرامتهم، وأن الأمن المستدام يبدأ من احترام الإنسان أولاً.
*من عبدالسلام السييلي